بـالإعـداد وقـوة الـسـلاح يـتـحـقـق الـنـصـر والأمـن - الشيخ علي العرجاني


سلسلة المجاهد أكثر وعيا ” ١” 
بـالإعـداد وقـوة الـسـلاح يـتـحـقـق الـنـصـر والأمـن 

قال تعالى : { وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ۚ }
قال صلى الله عليه وسلم : “ نُصِرْتُ بِالرُّعْبِ مَسِيرَةَ شَهْرٍ ..” 

لقد أوجب الله عزوجل على المسلمين الإعداد الذي يحقق لنا القوة التي ترهب الأعداء فتصرفهم عن التفكير بمحاربة المسلمين أو أذيتهم كما أن فيها كسر القوة العسكرية من خلال الرعب الذي يدب في قلوب المقاتلين فهي كما تسمى اليوم الحرب النفسية فمتى ما حقق الإنهزام النفسي عند الخصم فإن النصر متحقق .

إن ما يميز المسلم عن الكافر العقيدة الصحيحة التي تجعل له من الخاصية أن ينصر بالرعب كما كان للرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابة وهي لمن بعده على من كان على سنته وسنتة الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم .

فأول واجب يحقق لنا من القوة والنصر صحة المعتقد ثم يتبع ذلك الإعداد المادي من أنوع السلاح والتدريبات القتالية فأما إذا كانت الحرب بين طرفين لا يحملون عقيدة سليمة فإن أكثرهم جهازية عسكرية وإمتلاك للسلاح يكون النصر له وأما إذا كان أحدهم صاحب عقيدة صحيحة فإن الله عزوجل معه { إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم } .
إن العنصر البشري في القاتل اهم عناصر القوة العسكرية فالانسان هو أهم أدوات القتال في جميع الأزمان حتى في عصرنا هذا الذي يعتبر عصر التكنولوجيا فالقوة البشرية لها خصائص تجعل في الحروب شيئا أساسيا وقوة فعالة حية لا يمكن الاستغناء عنها فإذا كان المقاتل يحمل عقيدة قتالية صحيحة يصبح سلاحا فتاكا ودرعا واقيا وطاقة موزعة . 

فلابد من العناية بالفرد المقاتل وغرس عقيدة الإسلام في القلب ليمتلك من خلالها روح قتالية عالية وجسد فعال وفهم بناء مصلح فيتوارث جيل بعد جيل ويحقق من خلاله النصر وتنطلق الفتوحات من جديد . 

الاسـتـعـداد :
إن الاستعداد الجيد يجعل للقوة الاسلامية هيبة وقيمة وكيان له ثقله واحترامه ولا يفكر الأعداد التنقص منها ولا الاعتداء عليها يقول الإمام الفخر الرازي “ ذلك أن الكفار إذل علموا كون المسلمين متأهبين ومستعدين له مستكملين لجميع الأسلحة والآلات خافوهم “

فغاية الاستعداد عند المسلمين تعني غاية النصر وإقرار الحق وبسط الأمن والسلم لظل العدو في حالة خوف ورعب فلا يفكر ساعة في العدوان وفي ذلك تحقيق لأهداف الرسالة الإسلامية .. ( د.علي الطيار / مقومات السلم ) .

قوة الاستعداد العسكري في الجهاد وحسن الرباط في سبيل الله يحقق من خلاله إرهاب الأعداء ويخيفهم من عاقبة التعدي على المسلمين ويأمن المسلمون في بلادهم وأسفارهم لأن من ورائهم قوة تحميهم وهذا ما يسمى في العصر الحديث بالسلم المسلح : أي أن من لديه استعداد عسكري عالي وقوة يحمي نفسه ويفرض احترامه على الآخرين فمن كان يفكر بالتعدي عليه او دخول حرب معه فإن ما سوف يجنيه من ضرر أكبر من النفع .

إضـاءة تـاريـخـيـة :
المتأمل في غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم يجد أن النصر يتحقق له على عدوه إما بفرار العدو من الميدان آو فراره قبل المعركة  وما هذا إلا لدخول الرعب في قلوبهم فيتحقق النصر بأقل التكاليف .
كما أن من سيرة المنصور بالرعب صلى الله عليه وسلم لما دخل مكة معتمرا في السنة السابعة  أمر أصحابه  بإظهار الكتف والرمل في الأشواط الثلاثة ليري قريش قوة المسلمين  وصحة أجسادهم ..

نـظـرة عـسـكـريـة :
يقول اللواء محمد جمال الدين : “ ويستخلص من ذلك أن النظرية الاستراتيجية للحرب في الإسلام هي الردع من خلال إعداد القوة الرادعة .
وهذا ما يفهم من لفظ ( ترهبون ) فالإسلام قيد الأمر بإعداد القوة والمرابطة بمهمة إرهاب الأعداء وإخافتهم من عاقبة العدوان على بلاد الأمة .
ويفهم أيضا من حديث الرسول صلى الله عليه وسلم : “ نصرت بالرعب مسيرة شهر “
أن إظهار القوة للأعداء وإخافتهم يحقق النصر عليهم ويؤدي إلى تحقيق الأهداف أكثر من أية وسيلة أخرى من وسائل مواجهة الأعداء .
وتدل إحصائيات معارك عصر النبي على تطبيق نظرية الردع فمن بين ثمان وعشرين غزوة قادها النبي صلى الله عليه وسلم ضد المشركين واليهود نشب القتال في تسع منها فقط هي : ( بدر ، أحد ، الخندق ، بني قريظة ، بني المصطلق ، خيبر ، فتح مكة ، حنين ، الطائف ) بينما فر الأعداء في تسع عشرة غزوة منها بدون قتال .
والمدهش أن نظرية الردع التي سبق إليها الإسلام منذ أربعة عشر قرنا تعتبر في القرن العشرين مفتاح الاستراتيجية المعاصرة وقد وصل إليها الفكر العسكري العالمين بعد معاناة قاسية وطويلة في حروب طاحنة اكتوى العالم بنارها.. “.

فـائـد:
لقد انتصر صلاح الدين إيمانا منه بحتمية النصر وعملا منه بالإعداد لها وضاعت بغداد رغم ما توفر لها من وسائط القوة بنتيجة القناعة بالعجز عن مجابهة المغول ( بسام العسلي ) .

بقلم /علي العرجاني 
 أبو حسن الكويتي 

Comments

Popular posts from this blog

بين دايتون وغروزني اينفتح الشام / كتبها : على بصرة

غارة #سرمدا: هذه هي معركة إدلب المنتظرة/ على بصيرة

دروس لبنانية في الحرب السورية / على بصيرة