الإخلاص سبيل النصر والنجاة - د.عبدالله المحيسني





‏السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
‏#الإخلاص_سبيل_النصر_والنجاة
‏أيها المجاهد..تعاهد إخلاصك واعلم بأن الإخلاص سبيل النصر، قال صلى الله عليه وسلم: "إنما ينصر الله هذه الأمة بضعيفها،بدعوتهم،وصلاتهم،وإخلاصهم"
‏واعلم أخي أن أول الناس يقضى يوم القيامة عليه رجل استشهد فأتي به قال: قاتلت فيك، قال: "كذبت"، فانظر لحالك أخي وحال إخلاصك
‏يقول: قاتلت فيك حتى استشهدت، قال: كذبت، ولكنك قاتلت ليقال جريء فقد قيل، ثم أمر به فسُحب على وجهه حتى ألقى في النار
‏الأمر خطير، ويغفل عنه الكثير، فإذا نزع الإخلاص أو ضعف من أعمالنا أصبحت هباء، لا قيمة لها ولا أثر قوي في الواقع في جهاد الأعداء
‏والمجاهد المخلص لا يبالي انتصر أم استشهد فقد خرج يرجو من الله إحدى الحسنيين النصر أو الشهادة وقد فوض في ذلك ربه ورضي بما سيختاره الله له
‏ولذلك تراه مطمئنا مقداماً شجاعا في ساحة النزال مع أعداء الله فهو يعلم أنه لن يصيبه شيء إلا وقد قدره الله له وما أصابه لم يكن ليخطئه
‏ويعلم أن كل ما أصابه هو فيه مأجور،ففي الحديث: "ما من مكلوم يكلم (في الله)، إلا جاء يوم القيامة وكلمه يدمي، اللون لون الدم، والريح ريح المسك"
‏يبقى أن تتعاهد أيها المجاهد نيتك،قال النبي صلى الله عليه وسلم:"من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا، فهو في سبيل الله" فتفقد نيتك لماذا تقاتل؟!
‏فإن كتب الله لك الشهادة فاصطفاء منه وإن لم يكتبها فتذكر:"من سأل القتل في سبيل الله صادقا من قلبه، أعطاه الله أجر شهيد، وإن مات على فراشه" .
‏واعلم أخي المجاهد أن ما كان لله دام واتصل، فالعمل وإن كان يسيراً إذا صاحبه إخلاص فإنه يثمر ويزداد ويستمر
‏وما كان لغير الله زال وانفصل، فالعمل مهما كان كثيراً، ومهما رصد له من إمكانيات، ولكن لم يصاحبه إخلاص، فإنه لا يثمر ولا يستمر
‏واحرص أخي المجاهد على مصاحبة أهل الإخلاص، وعدم مفارقتهم {واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه}
‏عندما يكثر أهل الإخلاص في قوم أو جيش أو سرية يكون النصر والتوفيق حليفهم، فقد انتفع أهل الغار الثلاثة بإخلاص كل منهم
‏الأخوة طلبة العلم والقادة، إن ربيتم أفرادكم على الإخلاص لله، وحسن التوكل واعتماد القلب عليه؛ فأنتم منصورون حتماً بإذن الله تعالى
‏راجع نيتك قبل أن تخطو خطوة واحدة، فإن كانت فاسدة فأصلحها ولا تترك العمل بحجة الرياء، بل أصلح نيتك، وقم بالعمل
‏قد يمتزج بالإخلاص شيء من حظوظ النفس، كالذي يغزو لا ليرائي الناس، ولكن ليمارس الحرب ويكتسب خبرة ونحو ذلك، وهذا نقص.
‏قد لا يقع الإنسان بالرياء تعريضا أو تصريحا، ولكن بلسان الحال، أو عندما يمدح بما ليس فيه يسكت ويفرح، يريد منزلة عند الناس
‏قد يخلص الإنسان في أعماله، ولكنه ينزعج إذا عامله الناس معاملة عادية، وعاملوه كغيره، كأنه يريد منهم مقابلاً على جهاده وطاعته
‏تعظيم الناس ونقصان تعظيم الله تعالى من أعظم أسباب الرياء، فتراه يطلب المنزلة والمكانة عند الناس بالعبادات والطاعات والجهاد..
‏الرياء نقصان في التوحيد؛ لأن المرائي يظن أن الناس ينفعون ويضرون وإلا لما راءاهم، والله تعالى وحده هو الذي ينفع ويضر متى شاء
‏المرائي ناقص التوحيد؛وذلك أنه أيضاً لا يعتقد أن قلوب الناس بيد ربهم،فكل همه طلب المنزلة عندهم والمصيبةالأكبر أنه يتقرب إليهم بالعبادةوالجهاد
‏فمالي أراك تراقب الناس ولا تراقب الله تعالى وهو سبحانه مطلع عليك! ألا يكفيك إطّلاعه عليك سبحانه وهو القائل:{ أليس الله بكاف عبده}
‏المرائي إيمانه ضعيف، فلو كان قوي الإيمان؛ لما طلب رضى غير الله تعالى، ولعلم أنه سيقف بين يديه، وسيحاسبه بمجرد الموت
‏لعلاج الرياء أيضاً: يكثر الإنسان من الدعاء، ومنه: اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم، وأستغفرك لما لا أعلم
‏ينبغي أن يكثر الإنسان من أعمال الخير غير المشاهدة، كصلاة نافلة، أو ذكر خفي، أو صوم نافلة، أو صدقة السر، أو غير ذلك
‏ومن أسباب الرياء: الفرار من ألم ذم الخلق والعباد، والمخلص لا يخشى غضب الناس أو كراهيتهم أو ذمهم
‏فليعلم المكلف يقيناً بأنه عبدٌ محض والعبد لا يستحق على خدمته لسيده أجرة إذ هو يخدمه بمقتضى عبوديته، فما أعطاه فإنما هو تفضل
‏كل خير إنما أتاك بفضل الله ومنته وتوفيقه، فأنت بالله لا بنفسك، فكيف يفكر في غيره، أو يجعل الله وسيلة له إلى المطلوب الأدنى
‏نسأل الله تعالى الإخلاص في القول والعمل في السر والعلانية.. والحمدلله رب العالمين

❀❀❀❀❀❀❀❀❀

جمعها العبد الفقير لعفو ربه
تلميذ
بل عابر سبيل سابقا
أبو سياف السوري
@alaseer_pos5

Comments

Popular posts from this blog

بين دايتون وغروزني اينفتح الشام / كتبها : على بصرة

غارة #سرمدا: هذه هي معركة إدلب المنتظرة/ على بصيرة

دروس لبنانية في الحرب السورية / على بصيرة