لماذا لم تضرب القاعدة إيران - تلميذ أسامة بن لادن


‏لقد كثر اللغط مؤخرا حول "لماذا لم تضرب #القاعدة #إيران؟" وزاد هذا اللغط بعد صدور وثائق أبوت آباد الدفعة الرابعة، فكان لابد من هذه الوقفات:
‏بداية، إن المتأمل في تاريخ صدور وثائق أبوت آباد لا بد أن يلحظ ذلك الفارق الزمني الكبير بين وضع الأمة اليوم وبين أيام الشيخ أسامة رحمه الله
‏فالوثائق التي صدرت كانت تناقش وتفصل سياسة القاعدة خلال أوج المواجهة مع الأمريكان ولم يكن حينها شر إيران قد استشرى كما نراه اليوم!
‏وما يدعو حقيقة للعجب أن تلك الأصوات التي تطعن في القاعدة لعدم استهدافها إيران بضربات هي نفسها التي تريد أن تدفع شر إيران بهذه الضربات!!
‏ومن هذه الزاوية يظهر دور القاعدة الذي يلجأ له الطاعنون حين تنتفي السبل ويسود الإحباط وتغرق بهم سفن الآماني والآمال في مجتمع دولي وحكومات!
‏فمن خرج علينااليوم يعيب عدم ضرب القاعدةلإيران إماأنه يطالب بضربها لأنه يشعر بالإحباط وازدياد قوةالرافضة ولم يجد إلاالقاعدة لترد هذه العادية!
‏وإما أنه يتخذها قاعدةلتفنيد شبهةأن القاعدة عميلةلإيران أو تعمل بوصايةمنها وهو الأمر الذي تسعى له بعض حكومات الطواغيت لتدعم حربها على القاعدة
‏وإما أن يشهر بها بجهالة من باب الطعن لا غير أو الإرجاف المحض!
وبين هؤلاء يظهر لنا سطحية تفكيرهم وسذاجة بنائهم واستخلاصاتهم
‏فالحرب التي تخوضها القاعدة ليست وليدة اليوم، هي حرب تمتد جذورها لأيام الجهاد الأول في خراسان وسياسة العمل الجهادي تحتاج لحكمة وتوجيه مستمرين
‏ومن الحماقة بمكان أن تثير القاعدة جميع الخصوم مرة واحدة وتستنزف نفسها في معارك مع كل الأطراف في حين أقوى جيوش الأرض تلاحقها وهي بحجم تنظيم
‏وسياسة تحييد الخصوم إلى حين، كانت سياسة القاعدة مع إيران في تلك الأيام حين كانت إيران لا تتوسع وتطغى بقواتها كما نراها اليوم تفعل جهارا..
‏فضلا عن أن إيران أسرت قيادات ذات وزن كبير وشخصيات مهمة للقاعدة وكانت تمثل ساحة مراوغة مهمة لتسهيل الدعم والتحرك دون علم إيران بالتأكيد.
‏فالقاعدة كانت تفاوض على أسراها من جهة ومن جهة أخرى كانت تستفيد من القرب الجغرافي لإيران ومساحتها لتفعيل قنوات دعمها وتغذية جهادها في الخفاء.
‏فكل جهاد كما هو معلوم يحتاج لساحة خلفية يوطد فيها خلاياه وقنواته لتغذية عمله ومشاريعه ومن الغباء أن تجعل كل جار عدو فتحصر نفسك في أسر خانق!
‏ولا يعني هذا أن إيران لم تكن بمثابة عدو! وكيف وهي تأسر خيرة رجالاتنا .. ولكن تحييدها إلى مرحلة مناسبة كان رأي الشيخ أسامة رحمه الله.
‏فالشيخ أسامة لم يستثني ضرب إيران إن استشرى شرها، هذا كان وارد في خريطة الأهداف، ولعل الجميع يرى اليوم كيف أصبحت فروع القاعدة تقاتل أذرعها.
‏لهذا لا تستغربوا إن وجهت القاعدة ضربات لإيران مستقبلا أو دعمت جهادا على أرضها ولابد أنها مهدت له!
لأن شر إيران قد استشرى فتتواءم معه سياستها
‏العمل الجهادي الذي تعرض لنقد الأعداء والحاسدين والمتنطعين لم يقدر أن يحظى باعتراف ببعد نظر القاعدة وحكمتها في اتباع السياسة بهذه الطريقة.
‏أوليست هذه السياسة التي يعيبون علينا جهل أصولها!
أوليست هذه السياسة التي يطالبوننا بالتنحي زعما بأننا أجهل الناس بها؟!
‏فإن استعملت القاعدة القوة قالوا أنت مفسدة و لا تتقنين السياسة!
وإن استعملت السياسة قالوا أنت عميلة وخائنة ولم تقنعينا بصدق نواياك!
‏ولهذا القاعدة لا تبني توجهاتها وسياستها على آراء العامة، بل تبنيها على خلاصة تجارب وبحوث العلماء والباحثين المخلصين، وباستشارة أهل النصيحة.
‏والحمد لله أننا رأينا اليوم من يعيب على القاعدة عدم ضربها إيران وكأنه يستجدي منها تلك الضربات!في اعتراف لم يستطع يخفيه أنها تبقى سلاح الأمة!
‏إن السياسة التي رسمتها قيادة القاعدة هي خلاصة دراسات وتشاور احتضنته أروقة المجاهدين سنين طويلة،فإن حصلت أخطاء فالعاملون بشر ولا تسقط الخريطة
‏نحن بحاجة اليوم للمصلحين الذين يسدون ثغرات بعضنا البعض لاالمفسدون الذين ينقضون بنيان بعضنا البعض!فهؤلاء حاسدون لايريدون خيرا للأمةمهما ادعوه
‏كل لبنة أسست في سبيل حماية هذه الأمة واسترجاع مجدها ودحر أعدائها لابد لنا أن نحفظها بتواد ورحمة،وننصحها بأخوة ومحبة ونتقرب منها بحكمة وإشفاق
‏فالقاعدة بذلت ما بوسعها لحفظ دفاعات الأمةولإحباط مؤامرات ومكر كبار!وقد نجحت في إحباط مخططات الأمريكان ويهود في المنطقةبإقامة حصن يحمي الديار
‏ولن يعجزها استهداف إيران، بل لا زالت الأمل في تحقيق ذلك،فأعينوها بالنصيحة الصادقة وبالإنصاف المطلوب وبالإنصات لها لا لأعدائها وبتفهم تجربتها
‏فأيها الطاعنون في القاعدة، لا زالت تقوي بنيانها بكل اجتهاد وتتفادى العثرات وتصحح الأخطاء، وها هي جبهة النصرة اليوم أحد ثمار الجد والاجتهاد
‏القاعدة أصبحت أقرب للأمة حين تعلمت من أخطائها وتحملت مسؤوليتها في تأدية الدور الذي عليها تأديته لصالح هذه الأمة ولصعودها من جديد.
‏ودليل ذلك تفاعل المسلمين تحت سيطراتها ، وقوة تحالفها مع إمارة أفغانستان الإسلامية، وحرصها على العلاقة مع علماء ودعاة الأمة على بعد المسافات
‏هل رأيتم جماعة تحرص على مخاطبة الأمة في مصيرها وقضاياها العامة والخاصة بالتفصيل الممل على مدار سنين طويلة مثل القاعدة رغم المطاردات الشرسة
‏أينما يكون هناك اعتداء على المسلمين في كل زاوية من بلاد المسلمين تسارع لإقامة دفاعات وتحصين الجهاد وحفظ بلاد المسلمين من غزو أو إفساد.
‏ليس إبتغاء حكم أو إمارة بل لتحرير الأمة وتطبيق شريعة الله ونشر الشورى العدل التي يستقيم بها عيش كل مسلم تحت سقف الإسلام العادل لا غير.
‏ومن كان يدعي أن القاعدة جلبت الشرور على المسلمين لازال غشيما لايدرك مؤامرات وكيد اليهودوالصليبين ولو لاهذا الجهاد لقامت إسرائيل الكبرى اليوم
‏فأخي المجاهد المسلم على أخطائه أحب إلي من المرتد والكافر الصليبي الذي جاء يغزو ديارنا..
وإن خيرنا بينهما فلا نختار إلا المسلم..
‏وأخي المجاهد المسلم إن كان قد فتح لي قلبه وذراعيه وباح لي بما في صدره من هموم ورأيت حنق الكافرين عليه كان الأجدر بي أن أؤنس وحشته وأنصحه
‏فيا أيها الناس إن الجهاد قد أُعلن،والطريق قد مُهد،والرايات قد نصبت،والسياسة قد احْتُرِفَتْ والقوة قد حُصّلت ومصلحة الأمة قد حددت أولى أولويات القاعدة
‏فأي تخوين وتهمة عمالة هي ساقطة لأن جيوش الكفر تلاحقنا وتقصفنا بلا هوادة
وأي طعن في النوايا مفضوح، لأن دماء رجالاتنا لم تزل تشهد لها الأرض..
‏وأما النصح من مشفق محب، فهو مقبول ومطلوب..
وأما تقريب المسافات وتحالف القوى المسلمة العاملة فهي غاية أسمى من كل حظوظ نفس.
‏اللهم قد تكالب علينا الكفار ويهود ومنافقون ومرجفون،وأنت تعلم غايتناوأهدافنا،فاللهم انصر بنا هذا الدين واجعلنا فداء لأمة الإسلام وحجر الخلافة
والحمدلله رب العالمين
❀❀❀❀❀❀❀❀❀❀❀❀❀❀
جمعها العبد الفقير لعفو ربه
تلميذ
بل عابر سبيل سابقا
أبو سياف السوري
@alaseer_pos5

Comments

Popular posts from this blog

بين دايتون وغروزني اينفتح الشام / كتبها : على بصرة

غارة #سرمدا: هذه هي معركة إدلب المنتظرة/ على بصيرة

دروس لبنانية في الحرب السورية / على بصيرة