تكالب المحتلين على بلاد المسلمين ليبيا - أبي الأشبال المغربي

8a7da-_small.jpg
بسم الله الرحمن الرحيم، وبه نستعين..
(كلمات أكتبها وأنا مسلم، والمسلمون يسعى بذمّتهم أدناهم)
أيها المسلمون:

لما خرج الاستعمار الغربي البغيض المتوحش من مستعمراته بالأمس، كان خروجه من الباب ولكنه التفّ وفعل مثلما يفعل اللص فدخل من النافذة، حيث ترك كلابه الوفية من الحكام العملاء - الوكلاء - الذين صاروا له مثل العبيد يعملون لملء جيوبه، ويستفرغون الوسع في ذلك لتقر عيونه، مقابل بقائهم في السلطة ليحكموا الأمة بهواهم لا بشرع مولاهم، ولتكون ذليلة لا عزيزة، وتابعة لا متبوعة، مع ما يتخلل ذلك من رضا أسيادهم عليهم وما يمنحه لهم من عطل لهم ولأولادهم في فنادق الفجور والمجون وغير ذلك من متع الحياة البهيمية التعيسة التي يحرصون ويلهثون وراءها.. 

ولمن شك في هذه الحقيقة - تبعية بلادنا للغرب وعمالة حكام المسلمين له - فليتأمل في مثل هذه الأيام الواقع المفضوح للاستعمار ووكلائه، فقد قامت الدلائل والبراهين التي لا تخفى حتى على البله المغفلين! فما إن زُعْزِعَ سلطان الوكلاء - حكام المسلمين - حتى حنّ عدو الأمس إلى خُلُقِ الاستعمار؛ والاستعمار فيه معنى من معاني الخمر إذ أنّ من ذاقها أدمن!!.. 

وها هي إيطاليا - نموذجا - تعمل على التدخل في ليبيا ثانية بحجج واهية مغلفة بأغلفة شتى، ولو سقط طواغيت الجزائر وتونس وتزعزعت عروشهم لرأيتم بأم أعينكم فرنسا تتدخل في تلكم البلاد - مستعمراتها بالأمس - كما كانت من قبل؛ فماذا يريدون منا؟! 

أيها المسلمون:

إن الاستعمار ملة واحدة، وهو رجس من عمل الشيطان، ومجموعة شرور بعضها أسوأ من بعض، فمنها: حرب الإسلام والمسلمين، ومنها الطمع والجشع ونهب ثروات الأمة، والعمل على أن لا تقوم لها قائمة، وأن لا تجري لها سفينة في بحر، ولا سارية في بر، بل طبيعة نفوسهم الحاقدة لا تهنأ إلا إذا رأت المسلمين يتقلبون من محنة إلى أخرى، فليس عليهم في الأميين سبيل!.. 
ومنها.. ومنها.. فتلك بعض أحوالهم الشيطانية التي دل عليه الشرع والعقل.. 
فظلمهم وتعسفهم ووحشيتهم لا يكاد ينازع فيها بشر!! 

وقد صرح وزير الخارجية الأمريكي في لقاء روما الأخير بأن لديهم خططا -لحرب الإرهاب زعموا - لا يجب أن تتوقف بأية حال!! ونحن لا ننتظر ما تصرح به ألسنتهم - وما تخفي صدورهم أكبر - فقد بين لنا ربنا سبحانه وتعالى نفسية الكفار وتعاملهم معنا معشر المسلمين، فقال - وتأمل حقدهم اللاهب -: ﴿وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا﴾ (البقرة: من الآية217)
وقال تعالى: ﴿وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ﴾ (البقرة: من الآية120)
وقال تعالى: ﴿وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً﴾ (النساء: من الآية89)

عود على بدء.. 

لقد قدم ساسة إيطاليا وأخروا -ومن ورائهم راعية الإرهاب أمريكا - وفكروا ودبروا، ومكروا وقدروا؛ وأعملوا حاسة الشم التي لا تشم إلّا النفط والكنوز التي في باطن الأرض، فأوحى إليهم شيطان الاستعمار المعشعش في رؤوسهم أن يحتلوا أرض عمر المختار ثانية تحت ذرائع واهية لتحقيق مآربهم.. 

فكان منهم ما كان من العزم على غزو أرض ليبيا الحبيبة، ونقول لهم مستعينين بربنا وربهم المتحكم في أعمارنا وأعمارهم، وأقواتنا وأقواتهم ﴿إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ﴾ (يّـس:82)

أيها الغزاة الكفرة الفجرة:

إنكم لن تهنأوا بعيش في بلادنا، وسنقطع عليكم - بعون الله تعالى - الطريق إلى تلك الغاية التي تريدون ولها تحشدون، فلا ترون منا - بإذن الله تعالى - إلا الحدّة والشدّة، ولن تجدوا منا الأمن والعافية، ولا الأعين الغافية، واعلموا أنه لم يبق فينا - بفضل الله تعالى - كبير ولا صغير إلا وهو واقف منكم موقف العداوة والبغض، متربّص بكم دوائر السوء، يعمل بما استطاع- ولو بالنية- على قطع دابركم وكف شركم وحربكم على ديننا الحنيف وأمتنا المسلمة.. 

وإننا بفضل الله جيل العقيدة الإسلامية، وستنسيكم - بعون الله تعالى - عزائمنا أهوال أسلافنا الذين حاربوكم ودحروكم، وقتلوكم ونحروكم، وإننا نحب الموت كما تحبون الحياة، وإن أحدنا ليسأل الله الشهادة صباح مساء، فهي عندنا ميدان زحام، ومنزلة عظيمة يسعى إليها كل همام، فننتصر أو نموت!! 

ولقد عقدنا العزم والنية، وصمّمنا وعاهدنا الله سبحانه على أن لا يكون لكم من ظاهر أرضنا موضع بيت، ولا من باطنها دانق ذهب ولا قطرة زيت، والله يحكم بيننا وبينكم وهو خير الحاكمين، فوالذي بعث نبينا محمدا ﷺ بالهدى ودين الحق، إن أبناء الإسلام وأحفاد الفاتحين لفي أمَسِّ الشوق إلى قتالكم إن حللتم أرضهم وتعديتم على حرماتهم وثرواتهم، ولئن تناديتم: اعل هبل، واعل أمريكا، واعل إيطاليا واعل فرنسا فالله أعلى وأجل، والله مولانا ولا مولى لكم. 
قال تعالى: ﴿كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾ (المجادلة:21) فهل تردون - أيها الحمقى - وعد الله؟ والحرب سجال؛ والعاقبة للمتقين وربنا سبحانه يقول: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً﴾ (النور: من الآية55) 

فهل تعطلون وعده؟! 
وإنكم لستم - وإن اجتمعتم – بمعجزي الله.. 
فاسعوا إلى حتفكم بظلفكم فستذوقون وبالَ أمركم بعون الله تعالى.. 
وإنكم من المنظرين إلى يوم الوقت المعلوم، فارتقبوا إنا مرتقبون.. 
ونقول لجميع المسلمين وأبناء الشمال الإفريقي خصوصا ومَنْ على أرض ليبيا الحبيبة على وجه أخص؛ وعلى رأسهم صمام أمان البلاد والعباد (المجاهدون):
أبلغ (أهل ليبيا) وخلل في سراتهمُ ***إني أرى الرأي إن لم أعص قد نصعا!
إن هذه الأحداث لها ما بعدها، فجاهدوا في الله وبالله ومع الله، ومن كان الله معه فمن يخاف؟؟ وقابلوا تصميم الكفار بتصميم أقوى من تصميمه، وعزيمتهم بعزيمة أقوى من عزيمته، ووحدوا صفوفكم (مهاجرين وأنصار) فكذلك يحب الله وبذلك أمر، وتلك هي - بعد الله - القوة، وذلك هو الرشد - أعانكم الله عليه - قال تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفّاً كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ﴾ 

وكونوا حائطا لا صدع فيهِ وصفا لا يُرَقّع بالكسالى!

وأمتنا الإسلامية الغالية، يقوّيها التعاون ويضعفها التهاون.. 
قال تعالى: ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ﴾ (المائدة: من الآية2)
وليفتح إخواننا الأنصار - وفقهم الله لكل خير - بيوتهم لإخوانهم المهاجرين وليستقبلوهم أحرّ استقبال ولهم في سلفهم أسوة، وكذلك يجب أن يكونوا.. 
وهي نصيحة ثمينة نسأل الله أن يقربها منكم، فنجد في أنفسنا حديث رجعها عنكم.. 

ونسأل الله تعالى الكريم أن يوفق رجال تونس القيروان، وأبطال جزائر الإسلام وليوث مغرب الرباط وسادة موريتانيا العلم والدعاة وسائر إخوانهم من البلاد المجاورة ومن بلاد أخرى لأن يزحفوا نحو إخوانهم إلى ليبيا الحبيبة، وأن يجعلوها مقبرة الغزاة الصليبيين، وليدفعوا وليخذِّلوا عن إخوانهم في بلادهم بما استطاعوا، ودونهم رعايا الأمم الغازية ومصالحهم المنتشرة، فيا خيل الله اركبي.. 
قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ﴾ (التوبة:38)

وتلك حروب من يًغِبْ عن غمارها ليسلم يقرع بعدها سنّ نادمِ
فحيا على جنات عدن فإنها منازلنا الأولى وفيها المخيّمُ

فيا حماة الإسلام وكماته:
 أعينوا ليبيا عمر المختار على التحرير، وأنقذوها من سوء المصير، والله مولاكم ﴿فنِعْمَ المولى ونِعْمَ النصير﴾ ﴿وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾ (آل عمران:139) ﴿ وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ﴾ (يوسف: من الآية21) (الآية..) ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وكتبه
أبو الأشبال المغربي
ـ عفا الله عنه ـ

Comments

Popular posts from this blog

بين دايتون وغروزني اينفتح الشام / كتبها : على بصرة

غارة #سرمدا: هذه هي معركة إدلب المنتظرة/ على بصيرة

دروس لبنانية في الحرب السورية / على بصيرة