‏فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا - د.عبدالله المحيسني

‏فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا

بشريات تثلج القلوب من الشيخ المجاهد

د.عبدالله المحيسني

@muslmmuohd1

❀❀❀❀❀❀❀❀❀❀❀❀❀❀❀❀❀❀❀

‏السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

‏فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا

‏أحبتي .. اتماما لتغريدات سابقة حول إحسان الظن بالله سبحانه وتعالی، أقول: هناك من يقول: كيف نحسن الظن بالله تعالی؟

‏والبعض يقول: نحسن الظن بالله ونعم بالله، ولكن الواقع مغاير لتفائلكم ، فنحن نری نفقا مظلما شديد السواد نتيه فيه ولا نری آخره فكيف سننتصر؟!!

‏كيف تتفاءلون ونحن لا نری نورا قادما ولم يعد هناك أمل في ظل هذه الهجمة والتكالب واجتماع الشر؟! كيف تتفاءلون وأنتم ترون اختلاف الفصائل؟!

‏كيف تتفاءلون ونحن نری تقدم العدو؟!

كيف تتفاءلون ونحن نرى كيف خذلنا القريب والبعد ونرى صمت العالَم بل وتآمره علينا ووقوفه مع العدو ضدنا؟!

‏وأقول: إن صاحب هذه النظرة التشائمية لم يغص في المعاني الربانية العظيمة الواردة في كتاب الله،لم يقرأ قول الله:(فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا)

‏لم يقرأ ذلك قراءة تأمل وتدبر.. إن قوله تعالى: (فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا) من أعظم الآيات التي وقفت عندها وتأملتها ووجدت فيها كنوزا عظيمة

‏(فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا) آية لم أقرأها يوما إلا وجدت التفاؤل يملأ وجداني ويملأ أركاني وترتوي منه عروقي.. إنه كلام الله القادر الحكيم!

‏(فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا) لم يكن يتوقع قوم نوح عليه السلام أن سفينة تُصنع علی اليابسة ستنقذ نوح ومن معه من أشد طوفان عرفته البشرية

‏لم يكن يتوقع قوم نوح المكذبين له أن تصير الأرض عيونا تفور وأن الماء سيعم كل شي وأن هلاكهم سيكون بذلك، وبتلك الشدة والأخذ الشديد من الله

‏لم يكن يتوقع أحد أن عصا جامدة خشبية بيد موسى ستشق البحر فينفلق البحر ويعبر موسى وقومه، ويلك فرعون وجنده ولكن (فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا)

‏لم يكن يتوقع النمرود أن يهلكه الله بأضعف المخلوقات فقد أهلكه الله بالبعوض وهو مالم يكن يحتسبه أو يتوقعه (فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا)

‏لم يكن يتوقع أحد أن ينجو إبراهيم عليه السلام ويخرج حيا معافا من بين النار التي أوقدها له أعداؤه وظنوا هلاكه (فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا)

‏فكان في نجاة إبراهيم عليه السلام هلاكا لهم وإبطالا لقوتهم ولآلهتهم ولحجتهم،لقد نجاه الله من بين نار مضطرمة محيطة به وكذلك ينجي الله المؤمنين

‏لم يكن يتوقع قوم لوط عليه السلام أن يكون عقابهم بأن يرسل الله الملائكة فتحمل القرية عالياً ثم تقلبها رأساً على عقب و تهوي بها إلى الأرض

‏وهكذا لم يتوقع قوم عاد أن يرسل الله عليهم الريح العاتية فتهلكهم ولم يتوقع قوم ثمود أن يهلكهم الله بالصيحةالتي قطعت قلوبهم وتركتهم جثثا هامدة

‏(فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا)يقول المفسرون في معناها: أي: فأتاهم أمر الله من حيث لم يحتسبوا أنه يأتيهم،من حيث لم يتوقعوا ومن حيث لم يعلموا

‏لذلك مهما حلل المحللون ومهما وجدت الدراسات والاستراتيجيات والسيناريوهات المتوقعة،فهنالك سيناريو لا يتوقعه أحد(فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا)

‏فتفاءلوا خيرا وأحسنوا الظن بربكم واعلموا أن الله إذا أراد شيئا فإنما يقول له كن فيكون، هما حرفان يقول الله كن فيكون فينهزم بشار ومن معه

‏ويندحر الروس وأمريكا فيفيق الناس ويصبحوا ما بين غمضة عين وانتباهتها قد غير الله من حال إلى حالِ،وما ذلك على الله بعزيز،ويومئذ نفرح بنصر الله

‏لنجاهد ونعمل ولنأخذ بالأسباب والنتائج بيد الله تعالى ولن يخيب الله عباده ولن يمكن الله لعدوه ولن يخذل الله جنده فاطمئنوا وثقوا بربكم

‏نسأل الله تعالى أن يعجل بنصره لأهل الشام وأن يرينا مصارع الظالمين وعاقبتهم عاجلاً غير آجل

والحمدلله رب العالمين

❀❀❀❀❀❀❀❀❀❀❀❀❀

جمعها العبد الفقير لعفو ربه

بل عابر سبيل

أبو سياف السوري

@alaseer_pos4