أحسنوا الظن بالله - د.عبدالله المحيسني
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
#أحسنوا_الظن_بالله
أيها المجاهدون.. حسن الظن بالله مسألة عظيمة يغفل عن معانيها الكثير ولا يعلم كيف يحسن الظن بربه مما قد يوقعه في سوء الظن بالله فيهلك
إن حسن الظن بالله من صميم التوحيد، وقد ذم الله تعالى أولئك الذين أساءوا الظن به فقال سبحانه:"يظنون بِاللّه غير الحقّ ظن الجاهلية"
وفي الحديث القدسي يقول الله تعالى: (أنا عند ظن عبدي بي؛ فليظن بي ما شاء) ولا يظن المؤمن بالله الصادق مع الله بربه إلا الخير ؟!
إن حسن الظن بالله إخواني يجب أن يكون حاضراً في قلب كل مؤمن في قلب كل مجاهد دائماً وأبداً فإن ذلك دافعًا له للجهاد والثبات والصبر
إن حسن الظن بالله يبعث على التفاؤل ويرفع الهمم وتطمئن به النفس وتسكن له الروح ويذهب اليأس والإحباط من القلوب ويزرع التوكل في النفوس
لا مكان لليأس في القلوب المؤمنة المتوكلة على ربها والواثقة بنصره ووعده و (إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون)
تحرك التتار لغزو بلاد الشام فأخبر ابن تيمية الناس أن الدائرةوالهزيمة عليهم وأن النصر للمسلمين بل وأقسم يمينا على ذلك،هكذا من يحسن الظن بالله
وكان النصر حليف المؤمنين﴿ألا إِن نصر الله قرِيب﴾ ﴿وكان حقا علينا نصر المؤمنين﴾فكيف يتسلل اليأس أو الخوف إلى قلب مؤمن وعى هذه الآيات وقرأها؟!
لتتيقن أيها المسلم وأيها المجاهد أن الله تعالى لا يريد بعباده المؤمنين إلا الخير والإصلاح ومهما ظهر من البلاء والمصائب فلله الحكمة البالغة
إن حسن الظن بالله متعلق بأصل من أصول الإيمان ألا وهو الإيمان بالقدر خيره وشره، وما تراه من شر في الظاهر هو خير في باطنه (لا تحسبوه شراً لكم)
أحسن الظن بالله وكن على يقين بأنه لا بد من يوم يتغلب فيه الحق على الباطل فالنصر والغلبة لأنصار الحق ما داموا معتصمين به (والعاقبة للمتقين)
والعاقبة هنا لا تنحصر في الآخرة التي ضمن الله النجاة فيها للمتقين، كما في قوله: "والآخرة عند ربك للمتقين" بل هي عامة في الدنيا والآخرة
ومفهوم آية (والعاقبة للمتقين) أن كل من لم يكن تقياً في أحواله أو أفعاله وقتاله فلا عاقبة له حسنة وإن أمهل زماناً أو تُرك دهراً وهذه سنة الله
أيها المجاهد.. من ظن أن الله لن ينصر أولياءه ولن ينصر عباده الموحدين ولن ينصر جنده المؤمنين فقد أساء الظن بالله
لقد تعهد الله بأن ينصر من ينصره قال تعالى: (كتب الله لأغلبَنَّ أنا ورسلي) وقال: (ولينصُرَنَّ الله من ينصره إِن الله لقوِي عزِيز)
لنكن دائماً على يقين بأن الله تعالى سينصر دينه وبأنه تعالى سيظهر أولياءه في لحظة يريدها ويختارها (فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده)
و(كل يوم هو في شأن) سبحانه!!
لقد فاجأت الأمة كثير من الأحداث التي لم يكونوا يتوقعونا فسقطت دول وقامت أخرى وسقط ملوك وجاء آخرون
إن الله تعالى لا يختبره أحد في قدرته سبحانه فهو القوي القادر إنما الله هو من يختبر عباده الصالحين يختبر صبرهم وثباتهم ويقينهم وحسن ظنهم به
ومع الألم لابد من الأمل وقد مَنّ الله بالنصر على المجاهدين في الشام في مواطن كثيرة كما أنه تعالى قد يبتليهم في مواطن أخرى لأمر ولحكمة يريدها
(ولا تهنوا في ابتغاء القوم إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون وكان الله عليما حكيما) إنها تسلية وتثبيت..
واليوم في الشام قد اجتمعت أمم الرفض ومن ورائهم من الصليبيين فعجزوا وذهبوا إلى التفاوض لعلهم يحصلوا على ما لم يستطيعوا الحصول عليه بالقوة
وفي الحقيقة ليس إلا لكسب الوقت حتى يتمكنوا من اختراق صفوف المجاهدين وتشتيتهم وفصل بعضهم عن بعض ليتمكنوا لاحقاً من هزيمة الجميع
ولكن بفضل الله لن يتمكنوا ولن يفلحوا فإرادة الله غالبة ومشيئته نافذة ونثق بوعي المجاهدين وإدراكهم لمؤامرة أعدائهم وخبث نوايهم وسوء مكرهم
ووالله الذي لا إله غيره لايراودني شك أن ثورتنا منصورة وأن جهادنا منصور لكن الخوف كل الخوف أن لايستعملنا الله في هذا النصر
تفاءلوا فوالله لقد بذلت أمريكا وسدنتها مليارات الدولارات لأجل أن تصل لرأي موحد في كيفية التعامل مع هذه الثورة فباءت بالفشل
والله ما اختلافهم وتناحرهم وعجزهم عن الوصول لحل واحد إلا مكر من العلي الكبير..
نسأل الله أن يبطل كيدهم
والحمدلله رب العالمين
❀❀❀❀❀❀❀❀❀❀❀❀❀❀❀
جمعها العبد الفقير لعفو ربه
تلميذ
بل عابر سبيل - سابقا
أبو سياف السوري
@alaseer_pos5
Comments
Post a Comment