صبراً أهل حلب فإن موعدكم الجنة إﻥ شَـــــاء الَّلـــــہ - كتبها ابو الاشبال المغربي

بسم الله الرحمن الرحيم، وبه نستعين..

صبراً أهل حلب فإنّ موعدكم الجنّة (بإذن الله تعالى)



الحمد لله الكبير المتعال، والصّلاة والسّلام على سيدنا محمد المتّبع في الأقوال والأفعال والأحوال، وعلى سائر الأنبياء وآله وصحبه التّابعين له في كلِّ حال، وبعد:

سمعنا وشاهدنا وتابعنا وتابع العالم  أجمع ما يدور اليوم على أرض حلب الجريحة, وما حصل ولا يزال يحصل للمساكين والمستضعفين من الرّجال والنّساء والولدان هناك على أيدي النصيرية الحاقدين والروس الملاعين، وغيرهما من الأعداء الألدّاء، قاتلهم الله أنى يؤفكون..

ففي كلِّ يوم  نسمع أخبارا تستاء لها المسامع, وترتجّ لها الأضالع، مِن قَصْف عشوائي جنوني للمدنيِّين، إلى حصار مطبق ضيّق عليهم الأرض بما رحبت.. وهلم جرا، وكان آخر فصول المؤامرة والطغيان استهداف المدارس والمستشفيات بانتظام!!:

صُبّت (عليهم) مصائب لو أنّها*صُبّت على الأيّام عُدْن لياليا

هموم تفرِّق بين الجَنْب والرُّقاد، وتجمع بين العين والسُّهاد، ولا زالت مآسي إخواننا هناك كلّ يوم تشتدّ وتمتدّ، ولقد صارت (حلب الشهباء) خرابا يبابا كأن لم تَغْن بالأمس، وحسبنا الله ونِعْم الوكيل..

.

.

يا مسلمون:


 لقد بُحَّت أصوات إخواننا على أرض الشام، ينادون أمة الإسلام ـ أمة المليار ـ وقلَّ من أجاب، فصاروا لا يُعوِّلون إلاّ على  العَويل, ولا يتوجّهون إلا ّإلى الله الجليل، وبكلّ اختصار فعدّاد القتلى والجرحى لم يتوقّف منذ بدء الحملة الهمجية الأخيرة على حلب، وقد صار حال آبائنا وأمهاتنا وإخواننا وأخواتنا هناك؛ كشاة ضائعة، في ليلة مطيرة بأرض مسبعة! وفيما تسمعون وتشاهدون عبر وسائل التواصل والقنوات المتحكّم فيها عن بُعد! ما يغني عن الشرح والتطويل، ولا حول ولا قوة إلاّ باللَّه وهو حسبنا ونعم الوكيل..

لِمِثْل هذا يذوب القلب مِن كمدٍ*إن كان في القلب إسلامٌ وإيمانُ

ونتقدّم لأهلنا في الشام، وخصوصا على أرض حلب الصمود والنخوة والإباء بهذه الكلمات علّها تكون بلسما لجراحهم، وشفاء لبعض ما في صدورهم، وأداء لبعض حقهم علينا، فنقول:

.

أهلنا في الشام وعلى وجه الخصوص حلب:


لما أسلم عمّار بن ياسر هو وأبوه وأمّه رضي الله عنهم أجمعين، كان المشركون ـ وعلى رأسهم فرعون هذه الأمة أبو جهل ـ يخرجونهم إلى بطحاء مكة إذا حميت الرّمضاء فيعذبونهم بحَرِّها، وكان يمرّ بهم النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم وهم يُقهَرون ويُعَذَّبون فيقول مصبِّرا مُذكِّراً لهم بثواب الآخرة ـ وأَنْعِم به من تذكير ـ: «صبرًا آل ياسر، فإن موعدكم الجنة»، فمات ياسر في العذاب، وطعن أبو جهل سمية أم عمار ـ بأبشع طعنة ـ بحربة فماتت، وكانت ـ لله درّها ـ أول شهيدة في الإسلام، فلتكُن هي وابنها وزوجها لكم العزاء، وبهم الاقتداء: (أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ)، وهم ـ آل ياسر ـ يوم القيامة مع أعدائهم: (فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ)، وعند الله الموعِد.

فصبرا أهل حلب، فإن موعدكم الجنة (بإذن الله تعالى).. صبرا يا أهل الصمود والثبات.. صبرا يا أهل البذل والوفاء والعزّ والإباء.. صبرا يا من خَذَلتكم أمّة الإسلام وعلى رأسها

العلماء والدعاة إلا ما رحم ربي وقليل ما هم.. صبرا صبرا فإن موعدكم الجنة بإذن الله تعالى..

.

ومن حقِّكم علينا أن ندعو لكم ونذكِّركم فنقول:


إنّ اشتداد الأمر يستدعي ضدّه، ولا يأتي الفَرَج إلا بعد الشدّة, فَخَلْف الغيوم نجوم، وفي قمّة الظّلام يولد النّور، ، قال تعالى وبقوله يهتدي المهتدون: (فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا*إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا)، وإنّ حال المستضعفين المقهورين من قِبَل الجبابرة والطواغيت هناك وفي غيرها من البلاد، قارب ـ والعلم لله ـ الوضع الذي يُبشِّر بالفَرَج والنّصر وتغيّر الأحوال، قال الكبير المتعال: (حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ)..

إن الأعداء ـ قاتلهم الله ـ قد بلغوا من الظّلم والطغيان ما لا يخفى على أحد، ونحن ننتظر النتيجة المحتومة بقدر الله: (وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ) فاللّهم عذِّبهم على أيدي عبادك المجاهدين، واكْفِ المسلمين شرّهم بما شئت يا وليّ يا عزيز..

واعلموا يا أهل حلب، أن قتلاكم ـ بإذن الله ـ في الجنّة، فاصبروا وأبشروا، فـ: (إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ)، قال السّعدي رحمه الله: (وهذا عام في جميع أنواع الصبر، الصبر على أقدار اللّه المؤلمة فلا يتسخّطها، والصبر عن معاصيه فلا يرتكبها، والصبر على طاعته حتى يؤدِّيها، فَوَعد اللّه الصابرين أجرهم بغير حساب، أي: بغير حدّ ولا عدّ ولا مقدار!، وما ذاك إلا لفضيلة الصبر ومحلِّه عند اللّه، وأنه مُعينٌ على كلِّ الأمور) اهـ.

فالصّبر سلّم الخيرات، ومفتاح السّعادات، و الصبر يا أهل حلب خيرٌ لمن جعله له مسلكا: (وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ)، وخير الجزاء يترتب عليه: (وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)، والبشرى من العواقب الحميدة لأهل الصّبر: (وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ)، واستأنسوا يا أهل حلب بقصص أسلافكم واستحضروا ـ دائما وأبدا ـ قول نبيّكم صلّى الله عليه و سلّم لآل ياسر: «صبرا آل ياسر فإنّ موعدكم الجنّة» وقد تقدّم؛ فسلّوا أنفسكم به، وقد سأل سعد رضي الله عنه النبيَّ صلى الله عليه وسلّم فقال: يا رسول الله أيّ النّاس أشدّ بلاء؟ قال: «الأَنْبِيَاءُ ثُمَّ الأَمْثَلُ فَالأَمْثَلُ، فَيُبْتَلَى الرَّجُلُ عَلَى حَسَبِ دِينِهِ، فَإِنْ كَانَ دِينُهُ صُلْباً اشْتَدَّ بَلاؤُهُ، وَإِنْ كَانَ فِي دِينِهِ رِقَّةٌ ابْتُلِيَ عَلَى حَسَبِ دِينِهِ، فَمَا يَبْرَحُ الْبَلاءُ بِالْعَبْدِ حَتَّى يَتْرُكَهُ يَمْشِي عَلَى الأَرْضِ مَا عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ» رواه الترمذي وقال: حسن صحيح.

فاستحضروا يا أهلنا في حلب حلاوة الأجر، فإنّها تخفّف من مرارة الصّبر، فليكن الصبر مركبكم، والآيات في الأمر به والحثّ عليه وبيان فضله كثيرة مشهورة..

إنه خير ملاذ فادخلوا قصره، وتمتّعوا بحلله، يقول ابن القيم رحمه الله تعالى: (فخير عيش أدركه السعداء بصبرهم، وترقّوا إلى أعلى المنازل بشكرهم، فساروا بين جناحي الصبر والشكر إلى جنات النعيم، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم) (عدّة الصّابرين)، ويقول: (ومن رحمته ـ بعباده ـ أَنْ نغّص عليهم الدنيا وكدّرها لئلّا يسكنوا إليها، ولا يطمئنّوا إليها، ويرغبوا في النّعيم المقيم في داره وجواره، فساقهم إلى ذلك بسياط الابتلاء والامتحان، فمنعهم ليعطيهم!، وابتلاهم ليعافيهم!، وأماتهم ليحييهم!) (إغاثة اللهفان)، وقد قال الرّحيم بأمّته صلى الله عليه وسلّم: «حفّت الجنة بالمكاره، وحفّت النار بالشهوات» رواه البخاري ومسلم..

ونذكّركم بقول الله تعالى: (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ*الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ*أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ)، ونسأل الله أن يأجركم في مصابكم، وأن يصلح أحوالكم، ويجعل العقبى الجميلة مآلكم..

و اعلموا أنّ ما أصابكم قدر من الله محتوم لا مفرّ منه، والإيمان به أحد أركان الإيمان بالله سبحانه، قال تعالى: (إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ)، وقال تعالى: (مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)..

أمرٌ به نفذَ القضاءُ ليس في*أحكامه نقضٌ ولا إبرامُ

بل حكمةٌ شاء الإله بيانها*لعباده ليذيع الاستسلامُ

هذا؛ وكم من نعمة في نقمةٍ*طُوِيَت ولم تَفْطن لها الأفهامُ

اللّهمّ إنّا نستودعك أهل حلب، اللهم انتقم لهم من ظالمهم، اللّهمّ اشف مرضاهم، وداو جرحاهم، واجعل لهم من أمرهم فَرَجا ومخرجا، آمين آمين.. ورحم الله كل من قال آمين..

*     *     *

ونذيِّل هذه المواساة بـ:

نداء إلى أمة الإسلام وعلى رأسهم العلماء والدعاة:


قال سبحانه وتعالى: (وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ) فـ (حلب) تستغيث فهل من مغيث؟! وتستنجد؛ فهل من منجد؟!..

يا مسلمون!: إن إخواننا في الشام قد أجلب عليهم عدوّهم بخيلهم ورجلهم، و أقبلوا عليهم من كلّ حدب وصوب؛ جوّاً وبرّاً وبحراً، فبالله عليكم يا علماء الأمة ـ وأنتم أوّل من نوجّه إليهم هذه الصّرخة ـ متى تفتون أمّة الإسلام بوجوب النّفير العام، والقيام قومة واحدة في وجه طواغيت العرب والعجم، وفي وجه كل ظالم غاشم؟!

هل هانت عليكم أمتكم ودينكم؟!


هل هكذا كانت مواقف نبيِّكم صلى الله عليه وسلم مع قضايا أمته يا ورثة علمه؟!

هل هانت عليكم دماء المسلمين بالشام، وغيرها من بلاد الإسلام التي تُنحر من الوريد إلى الوريد؟!

هل هانت عليكم أعراض أخواتكم؟! هل حقا متردِّدون بأن الجهاد اليوم فرض عين تاركه من دون عذر شرعي شافع مرتكب لكبيرة؟! أم أنه كلّما حَدا سائق بدا عائق؟؟

يا علماء الأمة ودعاتها: لقد اشتدّ الأمر على المسلمين فإلى متى السكوت، وإلى متى القعود، وإلى متى الخنوع والركون إلى الظالمين؟! إن الجهاد اليوم فرض عين، والله يقول: (وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا)، ويقول: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآَخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآَخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ*إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ).. ونعيذكم بالله أن تتماروا بالنُّذر: (إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)..

(قُلْ إِنْ كَانَ آَبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ)..

اللّهمّ فأكشف الغمّة، فهمم الكثير من العلماء والدعاة قد قصرت، والأسباب المثبّطة عن نيل المراد قد كثرت، وإنا لله وإنا إليه راجعون على ما آل إليه حال الكثير من أهل العلم في هذا الزمان (إلا ما رحم ربي)..

معاشر العلماء هبّوا هبّةً*فقد طال سكوتكم إلى ذا الآنِ!

يا علماء ويا دعاة؛ اسمعوا هذه الكلمة جيدا وعوها:

ستتحمّلون مسؤولية هذا الخذلان المشين في الدنيا والآخرة، و اعلموا أنّكم قادمون على الله لا محالة، فاحذروا ثم احذروا أن تكون أمّة محمّد صلى الله عليه وسلم التي خذلتموها في أحلك الظروف ـ ونحن على ذلك من الشاهدين ـ هي خصمكم يوم القيامة!!

فيا ويحكم..!! قِفوا لحظة تأمّل مع أنفسكم، وحاسبوها على تقصيرها المشين وتفريطها المبين، فهل حقّا ما يجري على أرض الواقع يستدعي السكوت، وأن تكونوا أحلاس البيوت؟! لقد وصلتم إلى درجة نخجل أن نستطرد في وصفها؛ وشكرا جزيلا!!

سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، أستغفرك وأتوب إليك .

.

.



كتبها: أبو الأشبال المغربي ـ عفا الله عنه ـ.

.

.

.

.

الخميس 01ربيع الأول 1438هجرية.



Comments

Popular posts from this blog

بين دايتون وغروزني اينفتح الشام / كتبها : على بصرة

غارة #سرمدا: هذه هي معركة إدلب المنتظرة/ على بصيرة

دروس لبنانية في الحرب السورية / على بصيرة