"مصلحة الأمة" ومحاولة التفلت من المنهج الأصيل - د. سامي العريدي

"مصلحة الأمة"

ومحاولة التفلت من المنهج الأصيل

الكاتب : الشيخ المجاهد د. سامي العريدي

أخشى ما نخشاه أن يصبح مصطلح مصلحة اﻷمة صنماً يتبعه أصحاب الأهواء ممن يُنسبون للدعوات للتفلت من منهج الدعوة اﻷصيل. قال سيد قطب رحمه الله: 

« ولقد تتحول "مصلحة الدعوة" إلى صنمٍ يتعبَّده أصحاب الدعوة وينسون معه منهج الدعوة الأصيل! . إن على أصحاب الدعوة أن يستقيموا على نهجها ويتحرَّوا هذا النهج دون الالتفات إلى ما يعقبه هذا التحري من نتائج قد يلوح لهم أن فيها خطراً على الدعوة وأصحابها فالخطر الوحيد الذي يجب أن يتَّقُوه هو خطر الانحراف عن النهج لسبب من الأسباب، سواء كان هذا الانحراف كثيراً أو قليلاً. ‏الله أعرف منهم بالمصلحة وهم ليسوا بها مكلفين. إنما هم مكلفون بأمر واحد. ألا ينحرفوا عن المنهج، وألا يحيدوا عن الطريق » اهـ كلامه رحمه الله.

فالداعية الصادق من يلتزم بمنهج الدعوة اﻷصيل والثوابت واﻷصول وأهمها التوحيد وموالاة المؤمنين ومعاداة الكافرين 

وألا ينحرف عن ذلك بحجة مصلحة الدعوة أو اﻷمة أو الجهاد 

فمصلحة الدعوة واﻷمة والجهاد تكون بالالتزام بالثوابت واﻷصول والتزام منهج الدعوة اﻷصيل وعدم التحايل على ذلك , فأعداء هذا الدين في القديم والحديث يمكرون بالصادقين للركون إليهم ولو بالقليل , فإن استجاب لهم أصحاب الدعوات حلَّ بهم ما توعَّدهم به القرآن : 

« ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا . إذا لأذقناك ضعف الحياة وضعف الممات ثم لا تجد لك علينا نصيراً ».

فالثبات الثبات على نهج الدعوة اﻷصيل , والحذر الحذر ممن يتحايل على الثوابت واﻷصول ومنهج الدعوة اﻷصيل.

اللهم أحينا لدينك وأمتنا في سبيلك.

جمعها ونسقها العبد الفقير لعفو ربه

تلميذ | د. أبو سياف المهاجر