تعليق على البيان الذي صدر عن مشايخ منهم المستقل ومنهم المحسوب على الأحرار - ابو محمود الفلسطيني

‏بِسْم الله الرحمن الرحيمالحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله.صدر اليوم بيانٌ موقَّعٌ من مشايخ يُحرِّمُ تشكيل جيش الأحرار ‏وهذه نسخة البيان وفي أسفله أسماءُ المشايخ الموقعين عليه، واستنكروا وأدانوا وحرَّموا تشكيل جيش الأحرار

‏الموقعون على البيان لهم مقالات سابقة، منها ما هو نفسي ومنها ما هو ذِهني، ولكن الطَّامة أنَّهم في هذا البيان ألبسوه لباس الشرع، وهذا أمر خطيرٌ جداً , ‏فالبيان ذِهنيٌ لا يَمُت للشرع بصلة، وإلباسه لباس الشرع سابقةٌ خطيرة , إذِ الوجوب على أهل الدين عدم التلاعب بهذا، وهذا ما جعلَنا نردّ عليهم.‏فمُقدمات هذا البيان باطلةٌ غيرُ صحيحة، لذلك لا ينبني عليه أيُّ حُكم، فَلَو كانت المُقدمات صحيحة لقلنا لهم مُستند شرعي يستندون عليه ‏تعليقَهم أنَّ الصَّواب هو ما أنتجته مجالس الشُّورى، وهم يعلمون طرق الكَوْلَسة الداخلية لتقوية التيارات الداخلية بعضها على بعض، وسياسة الإقصاء المتبعة ‏وهذا ما مارسه تيارٌ مُعيَّن صَنَع أكثريةً هابطة وعزل طائفة أخرى، فالأكثريةُ هنا صناعية وليست حقيقية فرَضَتها العلاقات الخارجية والدعم المالي , ‏فكلُّنا يعلم عن القانون الذي تمَّ العمل به لطرد كلّ مخالف في مجلس الشورى لسياسة المكتب السياسي، يتم عزلُ أيّ عضوٍ يُصَوّت على عزله ثلثي المجلس , ‏وكذلك ضمُّ كتائب صغيرة وجعل قادتها أعضاء مجلس شورى مباشرة، حتى أصبح مجلس الشورى مُسَيطراً عليه من قبل المكتب السياسي الذي يملك المال , ‏وبهذا تكون مُقدمة الأكثرية في مجلس الشورى ساقطة لا قيمة لها ولا ينبني عليها لأن القرار بيد من يملك الدعم وليس بيد الأكثرية الفاعلة .‏كذلك نلاحظ انحياز أصحاب القتال لجهة وتفرق أصحاب القرار السياسي، وهذا يدل أن هناك محاولة سياسية لفرض رؤى على أناس يعيشون الواقع أكثر منهم , ‏والسياسيون مربوطون برؤى خارجية عن الساحة، ومن المعلوم أن السياسي في هذا الوقت يجب أن يخضع لرؤى القائد الذي يُعايِنُ الواقع وليس العكس , ‏هل هؤلاء حقاً يُدركون معنى كلامهم واقعياً، أم أنها طريقة الشيوخ المُتَلعبين بالدّين كمشايخ الطواغيت، ففرضوا مُستقبَلا سيئاً بانحياز المجاهد إلى جهاده , ‏فهل هؤلاء يستطيعون إقامة دليل واحد أنه باتِّبَاع المجاهدين وتوحدهم يُقفل باب الجهاد!، ‏وهل هناك إلا معنىً واحداً لهذا الإغلاق وهو توقيف الدعم الخارجي من جهات خارجية تفرض الرؤى السياسية على الحركة؟! ‏وكذلك نِصف هؤلاء الشيوخ إن لم يكن أغلبهم يعيشون في الخارج، وقد سمعوا بالبيان كالناس، فما الذي جعلهم في حالة يقين أنَّ هذا الموقف غلط؟!، سوى أنه خروجٌ على مُقرَّرات التنظيم، وهذا انحيازٌ سياسيٌ لا علاقة له بفهم الواقع ولا بمعالجة القضية.‏أهم مغالطة شرعية: أين جانب الصُّلح الذي يسبق هذا القرار، والله يقول فأصلحوا بينهما، وهل الصُّلح إلا سماع حجج الطرفين، ثم يقرر الحق اجتهاداً بعد ذلك .‏فهل القضية في الشرع دائماً هي أنَّ الأمير والأغلبية على حق، هذه عقليةٌ صنعها الطواغيت والتنظيمات التي ترعرعت في كنفها , ‏وأمَّا الإسلام فيُوجِب عليكم تشكيل مجلس حكماء فيهم العقل وليس مثلكم، وفيهم الإنصاف وليس مثلكم، وفيهم العلم وليس مثلكم , ‏ومجلس الحكماء هذا يقضي بينهما ثم من يبغي يُقال له أخطأت، فهذا بيانُ أناسٍ جَهَلةٍ يضعون المركبة أمام الحصان.‏أكرر، لسنا طرفاً لأحد، لكننا رأينا جهلةً يتَّسَمَّون باسم العلم وواحدهم لا يقدر تقرير مسألة فقهية ثم هو يقضي بين الناس قضية الشهوة والجهل، فاسكتوا , ‏اسكتوا رحمكم الله خيراً لأمة الإسلام، ودعُوا الفتوى بقيمتها الشرعية حتى لا يخرج علينا مجموعة أخرى ضِدَّكم وحينها يُصبح أحدكم صَدّاماً والآخر آل سعود .‏وهذه المجموعة فرضت واقعاً عسكرياً داخلياً وليس خروجاً عن الحركة، فأين الإنشقاق والتفرق!، أنتم تريدون أن تجعلوا شأن العسكري مربوطاً بقرار السياسيِّ والسياسيُّ خرجت رائحته سابقاً بما رأينا من إصدارات "لبيب النحاس" وشلَّته. ‏لو كان العسكري والمجاهد راضٍ عن أداء السياسي والإداري لما استجاب لهذا النداء، فالواجب سماع صوت من يبذل روحه ونفسه في الميدان، وليس العكس , ‏ولكنكم أردتم أن يَصُمَّ السياسي والإداري أذنه، وأنتم تدَّعون هذا وتريدون الناس شياهاً لهم، وتريدون من العسكري أن يتبع منهج القطيع , ‏لم نجد في كلمتكم كلمة واحدة للإداري من أجل أن يُصلح ويَستجيب للمطالب ويُحسن الإدارة، وهذا يدلُّ على سُعاركم دون رَوِيَّةٍ ولا تَمهُّلٍ ولا حِكمة , ‏والله ثم والله لو كانت هذه الحركة في جبهة فتح الشام لرقصتم لها وبشَّرتُم بها وجعلتُمُوها فتحاً عظيماً لِمَا نعلمه من جهلِكُم وتَحيُّزِكُم وسُوء طوِيَّتِكُم.‏فالبيانُ هزيلٌ لم يعالج أساس المُشكلة ومنحازُ لطرفٍ كان السبب في ما يحدث للأحرار.تتكلمون عن الشورى والتزامها، وهل الطرف الآخر التزم بالشورى؟ أم الْتَفَّ عليها وانتخب الأمير دون عِلْمِ أعضاء من مجلس الشورى من أهمِّ الأعضاء ومن المؤسسين , ‏وهل مجلس الشورى يُمثل الحركة فعلاً أم يُمثل جناح "النحاس" حصراً بعد أن اتبعوا سياسةً ممنهجةً لإبعادِ كلِّ من يُخالفهم من الشورى، وأمسكوا بالدعم المالي.‏هل البيعة تُلزم ترك معاول الهدم , تهدم البنيان دون تصحيح وإنكار؟ وهل إعادة الثوابت والتمسُّك بها بعد أن هتَك عِرضها الجناحُ الآخر مخالفٌ للشرع؟‏هل الراشد والعرجاني والطرطوسي وشريفة وهزاع وأبو العباس وماهر علوش و و و من الحركة؟المستقلون أكثر من المنتسبين للحركة؟!!‏هل الراشد والعرجاني أصبحا حريصين على وحدة الجماعات وهما من دعم انشقاق الملاحم عن النصرة في درعا وكان السبب في تفتيت النصرة في درعا؟‏الراشد الذي أعْمَل مِعوله الإرجائي المُتميع في كل الساحة، أصبح يوقع على بيان يدعو للوحدة!؟شر البلية ما يُضحِك‏والطرطوسي الذي يدعو للاقتداء ببريطانيا ومن قبل أعْمَل مِعول هدْمِه في النصرة وأفتى بحُرمة الانضمام لها، أصبح يُوقّع على بيانٍ يدعو للوحدة؟!! ‏هذا كي يتّضح الحالُ لكل مجاهدٍ ولا ينخدعَ بهكذا بيانات تعمل على التلاعُب بالدّين وجعله مطيّةً للسياسي إعمالاً للسُّنة الطاغوتية , ‏فالأصلُ دعمُ كل عملٍ اندماجيٍ يُساعد على إخراج السَّاحة من المُنعطف الذي سقطت به بسبب فتنة الغلو وفتنة التمييع.‏وكما وقفنا صخرةً بوجه الغلاة، فسنقف كالجبل بوجه المتميعة، ولن نترك الراشد ونائحاته المستأجرات بالعبث بعقول الشباب.‏فكان الأولى بهؤلاء أن يخرجوا بيان نصرةٍ وتشجيعٍ لمثل هكذا خطوة تعيد المجاهدين إلى حيث يجب أن يكونوا في حلب والساحل وحماة وليس في جرابلس. ‏نكتفي بهذا.وإن عدتم عدنا، وقلمنا فيه الدواء لصداع رؤوسكم.والحمدلله رب العالمين كتبه / أبو محمود الفلسطيني - غفر الله له - 
جمعه ونسقه واعتنى به العبد الفقير لعفو ربه
تلميذ | بل عابر سبيل | د. أبو سياف المهاجر

 Http://telegram.Me/tlmithHttp://telegram.Me/ahlalilm