الاصطفاف السني وإضاءة حول قتال شيخ الإسلاممع المماليك ضد التتار - كتبه د. بهاي زمان الوصل

لاﺻﻄﻔﺎﻑ ﺍﻟﺴُّﻨِّﻲ
ﻭﺇﺿَﺎﺀَﺓٌ ﺣَﻮْﻝَ ﻗِﺘَﺎﻝِ ﺷَﻴْﺦِ ﺍﻹِﺳْﻠَﺎﻡْ ﻣَﻊَ ﺍﻟﻤَﻤَﺎﻟِﻴﻚْ ﺿِﺪَّ ﺍﻟﺘَّﺘَﺎﺭْ

ﺑﺴﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺍﻟﺼّﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴّﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ
ﻳﻜﺜﺮ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺣﻮﻝ ﺍﻻﺻﻄﻔﺎﻑ ﺍﻟﺴُّﻨِّﻲ ﻭﺿﺮﺏ ﺍﻷﻣﺜﻠﺔ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ، ﻭﻟﻜﻞ ﻣُﺘﻜﻠِّﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ﺭﺃﻳﻪ ﻭﺗﻮﺻﻴﻔﻪ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻻﺻﻄﻔﺎﻑ ﺍﻟﺴُّﻨِّﻲ، ﻓﻤﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﺮﺍﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﺘَّﺤَﺎﻟُﻒ ﻣﻊ ﺃﻧﻈﻤﺔ ﻭﻇﻴﻔﻴﺔ ﻋﻠﻤﺎﻧﻴﺔ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻣﺜﻞ : ﺗﺮﻛﻴﺎ، ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﺮﺍﻩ ﺑﺤﺼﺮ ﺍﻟﺨﻼﻓﺎﺕ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻤﺠﺎﻟﺲ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﻐﺎﺀ ﺃﺛﺮﻫﺎ ﻋﻤﻠﻴﺎ ﺃﻭ ﺍﻟﺘَّﻐﺎﺿﻲ ﻋﻨﻬﺎ ﺑﺎﻟﻜُﻠِّﻴﺔ، ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﻀﺮﺏ ﻟﻪ ﺍﻷﻣﺜﻠﺔ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴَّﺔ ﻭﻳُﻨْﺰِﻟُﻬﺎ ﺗﻨﺰﻳﻼ ﻏﻴﺮ ﻣُﻮَﻓَّﻖ، ﻭﻣﻤّﺎ ﻳﻜﺜﺮ ﺍﻹﺳﺘﺪﻻﻝ ﺑﻪ : ﺣﺪﺙ ﻗﺘﺎﻝ ﺷﻴﺦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺿِﺪّ ﺍﻟﺘﺘﺎﺭ ﻣﻊ ﻣﻦ ﻳﺨﺎﻟﻔﻮﻧﻪ، ﻓﺄﺯﻣﻌﺖ ﺍﻷﻣﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﺣﻮﻝ ﻣﻮﻗﻒ ﺷﻴﺦ ﺍﻹﺳﻼﻡ، ﻭﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﺗﻨﺰﻳﻠﻪ ﺍﻟﺘﻨﺰﻳﻞ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﻋﻠﻰ ﻣﺎﻳﺤﺪﺙ ﺍﻟﻴﻮﻡ، ﻭﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻨِّﻘﺎﻁ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ :

ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻻﺻﻄﻔﺎﻑ ﺍﻟﺴُّﻨّﻲ :

ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﺘّﻌﺮﻳﻒ ﺑﺎﻹﺻﻄﻔﺎﻑ ﺍﻟﺴُّﻨِّﻲ ﺇﻻ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺗﺒﻴِﻴﻦ ﻣﻔﻬﻮﻡ " ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴُّﻨَّﺔ " ﻓﻤﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﻘﺼﻮﺩ ﺑـ : " ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴُّﻨَّﺔ " ؟

ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴُّﻨَّﺔ :

ﻳﻄﻠﻖ ﻟﻔﻆ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﻳُﺮﺍﺩ ﺑﻪ ﻣﻌﻨﻴﻴﻦ :
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻷﻭّﻝ : ﻳُﺮﺍﺩ ﺑﻪ ﻣﻦ ﻳﺘﺒﻌﻮﻥ ﺍﻟﻨّﺒﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ، ﻭﻻ ﻳﻘﺪِّﻣﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨَّﺺِّ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﻦ ﻋﻘﻮﻟﻬﻢ ﻭﺃﻗﻴﺴﺘﻬﻢ ﺍﺳﺘﻨﺒﺎﻃﺎ ﻭﺍﺣﺘﺠﺎﺟﺎ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻌﻘﺎﺋﺪ ﻭﺑﺎﺏ ﺍﻟﻔﻘﻪ، ﻭﺑﺎﻟﺨﺼﻮﺹ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻌﻘﺎﺋﺪ، ﻭﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻤﻔﻬﻮﻡ : ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻭﺍﻷﺛﺮ .
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ : ﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠﻰ ﻣﺎﻳﻘﺎﺑﻞ ﺍﻟﺮﺍﻓﻀﺔ، ﺣﻴﺚ ﻳﺸﻤﻞ ﻛﻞّ ﻣﻦ ﻟﻪ ﺍﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﺎﻹﺣﺘﺠﺎﺝ ﺑﺎﻟﺤﺪﻳﺚ ﻭﺗﻮﻗﻴﺮ ﻟﻠﺼﺤﺎﺑﺔ، ﻓﻴﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ : ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴُّﻨَّﺔ ﺑﺎﻟﻤﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﺴَّﺎﺑﻖ، ﻭﺑﻌﺾ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ، ﻭﺍﻷﺷﺎﻋﺮﺓ، ﻭﺍﻟﻤﺎﺗﺮﻳﺪﻳﺔ، ﻭﻳﺨﺮﺝ ﻣﻦ ﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﺗﻮﻗﻴﺮ ﻟﻠﺼﺤﺎﺑﺔ ﻛﺎﻟﺨﻮﺍﺭﺝ ﻭﻣﻦ ﺷﺎﺑﻬﻬﻢ ﻭﺍﻟﺮﺍﻓﻀﺔ ﺑﺴﺎﺋﺮ ﻃَﻮَﺍﺋِﻔِﻬِﻢ .
ﻟﻜﻦ ﺍﺳﺘﺤﺪِﺛَﺖ ﻓﻲ ﻭﺍﻗﻌﻨﺎ ﺗﻘﺴِﻴﻤﺎﺕ ﺣَﺮَﻛِﻴﺔ ﻣﻨﻬﺠﻴﺔ ﻏﻠﺒﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘّﻘﺴﻴﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻓﺔ ﻓﻲ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻌﻘﺎﺋﺪ، ﻭﻣﻦ ﺃﻫﻢ ﺍﻟﺤﺮﻛﺎﺕ ﺣﻀﻮﺭﺍ :
ﺣﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ : ﺑﺤﻴﺚ ﺗﺮﻯ ﺃﻥّ ﺍﻟﺪﺧﻮﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ ﺍﻟﺴﻠﻄﻮﻳﺔ ﺍﻟﻘﺎﺋﻤﺔ، ﻭﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﺍﺳﺘﻐﻼﻝ ﺑﻌﺾ ﻣﺎ ﻓﻴﻬﺎ، ﻳﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺃﺧﻒ ﺍﻟﻤﻄﺎﻟﺐ ﺁﻧﻴﺎ، ﻭﻭِﻓﻖ ﺍﻟﺘﻌﺎﻳﺶ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻮﺍﺯﻥ ﻣﻊ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ ﺍﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﻭﺍﺳﺘﺨﻼﺹ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻭﻟﻮ ﻃﺎﻝ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ، ﻭﺃﻥّ ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﻮﺍﺟﻬﺔ ﻣﺠﺮﺩ ﺗﻬﻮُّﺭ .
ﺣﺮﻛﺎﺕ ﺗُﻌﺎﺭﺽ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺎﺕ ﺍﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﻭﺗﺮﻯ ﺃﻧّﻬﺎ ﺗُﻌﺎﻣَﻞ ﺳﻴﺎﺳﻴﺎ ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ ﺍﻟﻨﺪّ ﻭﻓﻖ ﺍﻟﻤﺘﺎﺡ ﺷﺮﻋﺎ ﻭﻭﺍﻗﻌﺎ، ﻭﺃﻥّ ﺃﻫﻢّ ﻣﺎﺗﻘﻮﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﻤﻮﺍﺟﻬﺔ ﻭﺍﻟﻘﺘﺎﻝ، ﻓﺒﻐﻴﺮ ﺍﻟﻘﺘﺎﻝ ﺗﻌﺪّ ﺍﻟﻤﻄﺎﻟﺒﺎﺕ ﺍﻟﺴِّﻴﺎﺳِﻴّﺔ ﺻﺮﺧﺔ ﻟﻴﺲ ﻟﻬﺎ ﺻﺪًﻯ ﻭﻻ ﻣﺠﻴﺐ .
ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺮﻛﺎﺕ ﺗﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺜّﺎﻧﻲ ﻟﻤﻔﻬﻮﻡ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴُّﻨَّﺔ ﻋﻤﻮﻣﺎ .

ﻓﺄﻱ ﺍﻟﻤﻌﻨﻴﻴﻦ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﻘﺼﻮﺩ ﻓﻲ ﺍﻹﺻﻄﻔﺎﻑ ﺍﻟﺴُّﻨِّﻲ؟

ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻫﻮ ﺍﻷﻗﺮﺏ ﻟﻠﻤﻘﺼﻮﺩ ﻋﻨﺪ ﺗﻨﺎﻭﻝ ﺍﻹﺻﻄﻔﺎﻑ ﺍﻟﺴُّﻨِّﻲ، ﺃﻣّﺎ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻷﻭﻝ ﻓﻤﺴﺘﺒﻌﺪ، ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺏ ﺑﺎﻟﻀﺒﻂ ﻣﻦ ﺍﻹﺻﻄﻔﺎﻑ ﺍﻟﺴُّﻨِّﻲ ﻓﻴﻌﺮﻑ ﺑﺤﺴﺐ ﻣﻘﺎﺻﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﺻﻄﻔﺎﻑ، ﻓﻠﻜﻞ ﺍﺻﻄﻔﺎﻑ ﻣﻘﺎﺻﺪ ﻭﺃﻫﺪﺍﻑ : ﺗﻜﺘﻴﻜﻴﺔ ﻭﺃﺧﺮﻯ ﺍﺳﺘﺮﺍﺗﺠﻴﺔ، ﻭﺑﺎﻟﺘّﺎﻟﻲ ﺍﻹﺻﻄﻔﺎﻑ ﺧﺎﺿﻊ ﻟﻠﺘﺤﻮّﺭ ﻭﺍﻟﺘّﻐَﻴُّﺮ ﺣﺴﺐ ﺍﻻﻫﺪﺍﻑ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﻴﺔ، ﻭﻻ ﺗﺜﺒﺖ ﺇﻻ ﺻﻮﺭﺗﻪ ﺍﻟﻤُﺸَﻜَّﻠَﺔ ﻭﻓﻖ ﺍﻷﻫﺪﺍﻑ ﺍﻹﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ .
ﻭﻣﻦ ﺃﻫﻢّ ﺍﻷَﻫْﺪَﺍﻑ ﺍﻟﻘَﺎﺋِﻤَﺔ ﺍﻷﻥ :
ﺍﻟﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺰّﺧﻢ ﺍﻟﺜﻮﺭﻱ ‏( ﺗﻜﺘﻴﻚ ‏)
ﺇﺳﻘﺎﻁ ﺍﻟﻨِّﻈﺎﻡ ‏( ﺗﻜﺘﻴﻚ ‏)
ﻫﺪﻡ ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﺍﻟﺤﺎﻟﻴﺔ ‏( ﺗﻜﺘﻴﻜﻲ ﺍﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻲ ‏)
ﺇﻗﺎﻣﺔ ﺍﻟﺪّﻭﻟﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ‏( ﺗﻜﺘﻴﻜﻲ ﺍﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻲ ‏)
ﺗَﺤْﻜِﻴﻢ ﺍﻟﺸَّﺮِﻳﻌَﺔ ‏( ﺍﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻲ ‏)
ﻓﻜﻞُّ ﺍﺻْﻄِﻔَﺎﻑ ﻳﻀﻢّ ﺍﻟﺤﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺜّﺎﻧﻲ ﻟﻤﻔﻬﻮﻡ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺑﺤﺴﺐ ﻣﺎﻳﺨﺪﻡ ﻫﺪﻓﻪ، ﻓﻤﺜﻼ : ﺍﻟﺤﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﺿﺔ ﻟﻠﺜﻮﺭﺓ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﺮﻯ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺠﺮّﺩ ﻓﻮﺿﻮﻳﺔ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺩﺧﻮﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﺻﻄﻔﺎﻑ ﻟﻤﺠﺮﺩ ﺍﺳﺘﺤﻘﺎﻗﻬﺎ ﻣُﺴَﻤَّﻰ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴُّﻨَّﺔ ﺣﺴﺐ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺜَّﺎﻧﻲ .
ﻭﺍﻟﺤﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟَّﺘﻲ ﺗﺆﻳﺪ ﺍﻟﺜَّﻮﺭﺓ ﻟﻜﻨَّﻬﺎ ﻣُﻬَﻴَّﺌَﺔ ﻟﻠﻘﺒﻮﻝ ﺑﺘﺴﻮﻳﺎﺕ ﺩﻭﻟﻴﺔ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻹﺻﻄﻔﺎﻑ ﻣﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﺗﻜﺘﻴﻚ ﺍﻟﺰﺧﻢ ﺍﻟﺜﻮﺭﻱ ﺑﻤﺎ ﻻ ﻳﻀﺮّ ﺗﻜﺘﻴﻚ ﺇﺳﻘﺎﻁ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ، ﻭﺍﻟﺤﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻋﻠﻰ ﺳﻘﻔﻬﺎ ﺇﺳﻘﺎﻁ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﻻ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺍﻹﺻﻄﻔﺎﻑ ﻣﻌﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﺃﻋﻠﻰ ﻣﻤﺎ ﻫﻮ ﻣﻮﺟﻮﺩ ﻓﻲ ﺳﻘﻔﻬﺎ، ﻓﻠﻜﻞ ﺍﺻﻄﻔﺎﻑ ﻣﺮﺣﻠﺘﻪ، ﻭﻟﺬﻟﻚ ﺃﻫﻢ ﻣﺎﻳﻜﻔﻞ ﻧﺠﺎﺡ ﺍﻹﺻﻄﻔﺎﻑ ﻟﻴﺲ ﺍﻹﺻﻄﻔﺎﻑ ﺑﺤﺪّ ﺫﺍﺗﻪ ﺑﻞ ﻳﻜﻔﻠﻪ ﻣﺎﻳﻠﻲ :
ﻋﻠﻰ ﺃﻱ ﺃﺳﺎﺱ ﺍﺻﻄﻔَﻔْﻨﺎ؟
ﻭﻣﻦ ﻳﻘﻮﺩ ﺩﻓّﺔَ ﺍﻹﺻﻄﻔﺎﻑ؟
ﻓﺎﻟﺠﻮﺍﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺍﻷﻭﻝ ﻳﺤﺪﺩ ﻟﻚ ﻫﻞ ﺍﺻﻄﻔﺎﻓﻚ ﺗﻜﺘﻴﻜﻲ ﺃﻡ ﺍﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻲ؟، ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻓﻬﻮ ﻳﺤﺪﺩ ﻟﻚ ﻣﺪﻯ ﺗﻮﺍﻓﻖ ﺍﺳﺘﺮﺍﺗﺠﻴﺘﻚ ﺍﻟﻤﺮﺳﻮﻣﺔ ﻟﺪﻳﻚ ﻣﻊ ﺍﺳﺘﺮﺍﺗﺠﻴﺔ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﻹﺻﻄﻔﺎﻑ، ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ ﺗﺼﻄﻒ ﺑﻘﻴﺎﺩﺓ ﻟﻬﺎ ﺳﻘﻒ ﺗﻄﻠﻌﺎﺕ ﺩﻭﻥ ﺗﻄﻠﻌﺎﺗﻚ ﺳﺘﺠﺪ ﻧﻔﺴﻚ ﻳﻮﻣﺎ ﻣﺎ ﻣﻠﻔﻮﻇﺎ ﺧﺎﺭﺝ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﺻﻄﻔﺎﻑ، ﻭﺃﻧّﻚ ﻣﻀﻄَّﺮٌ ﻟﻠﻤﻮﺍﺻﻠﺔ ﻟﻮﺣﺪﻙ، ﻭﺭﺑﻤﺎ ﻳﺘﺤﻮﻝ ﺍﻹﺻﻄﻔﺎﻑ ﻟﻌﺎﺋﻖ ﺃﻣﺎﻣﻚ !
ﻭﻟﺬﺍ ﺃﻋﻠﻰ ﻧﺠﺎﺡ ﻟﻺﺻﻄﻔﺎﻑ ﻣُﺮﺗﺒﻂ ﺑﻜﻮﻧﻪ ﺗﺤﺖ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﻷﻋﻠﻰ ﺗﻄﻠُّﻌًﺎ .
ﻭﻣِﻤَّﺎ ﺳﺒﻖ ﻳﺘﺒﻴَّﻦُ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻹﺻﻄﻔﺎﻑ ﺍﻟﺴُّﻨِّﻲ، ﻭﺃﻧﻪ ﻳُﺒْﻨَﻰ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻫﺪﺍﻑ ﻭﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻳﻊ، ﻭﺃﻧَﻪ ﻳﺘﻐﻴﺮ ﺣﺴﺐ ﺃﻫﺪﺍﻓﻪ، ﻭﻳﺘﺒﻴَّﻦ ﻟﻚ ﺃﻫﻢّ ﻋﻮﺍﻣﻞ ﻧﺠﺎﺣﻪ .
ﻭﻧﻼﺣﻆ ﻣِﻤَّﺎ ﺳَﺒَﻖَ ﺧﻄﺄ ﻣﻦْ ﺃﺭﺍﺩ ﺣﺼْﺮَ ﺍﻹﺻﻄﻔﺎﻑ ﺍﻟﺴُّﻨِّﻲ ﺣﺴﺐ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻷﻭﻝ ﻟﻤﺴﻤﻰ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴُّﻨَّﺔ .
ﻛﻤﺎ ﻧﻼﺣﻆ ﺧﻄﺄ ﻣﻦ ﺟﻌﻞ ﺍﻟﻤﺮﺍﺩ ﻣﻨﻪ ﺑﺎﻟﻀﺒﻂ ﺩﺧﻮﻝ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻳَﺼْﺪُﻕ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺜّﺎﻧﻲ ﺩﻭﻥ ﻣُﺮَﺍﻋَﺎﺓ ﺃﻫﺪﺍﻑ ﺍﻹﺻْﻄِﻔﺎﻑ ﺍﻟﻤﺮﺳﻮﻣﺔ ﻭﺩﻭﻥ ﺍﻟﻨَّﻈﺮ ﻓِﻲ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﻹﺻﻄﻔﺎﻑ .
ﻫﻞ ﺍﻟﺤﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﻤﻘﺼﻮﺩﺓ ﺑﺎﻹﺻﻄﻔﺎﻑ ﻣﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﺎﻟﻐﺎﺀ ﺍﻟﺨﻼﻓﺎﺕ ﺃﻡ ﺍﻟﺘّﻌﺎﻳﺶ ﻣﻌﻬﺎ :
ﻳّﺨْﻄِﺊ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺘّﻜَﻠُّﻢ ﻋﻦ ﺍﻹﺻﻄﻔﺎﻑ ﻭﺗﺼﻮﻳﺮﻩ ﺃﻧّﻪ ﺇﻟﻐﺎﺀ ﻟﻠﺨﻼﻓﺎﺕ ﻓﻬﺬﺍ ﻃﻠﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺤﺎﻝ ﻭﻣﻦ ﺃﻫﻢّ ﻋﻮﺍﻣﻞ ﺍﻧْﻬِﺪَﺍﻡ ﺍﻹﺻﻄﻔﺎﻑ ﻗﺒﻞ ﺣﺪﻭﺛﻪ .
ﻓﻬﺬﺍ ﺍﻟﺸﺮﻁ ﻟﻴﺲ ﻃﻠﺒﺎ ﻟﻼﺻﻄﻔﺎﻑ ﺑﻞ ﻃﻠﺐ ﺫﻭﺑﺎﻥ ﻃﺮﻑ ﻣﺎ ﻓﻲ ﻃﺮﻑ ﺃﺧﺮ، ﻭﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺏ ﻫﻮ ﺍﻟﺘﻜﺎﺗُﻒ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺷﻲﺀ ﺃﻫﻢ ﻻ ﺍﻟﺬﻭﺑﺎﻥ، ﻭﺑﺎﻟﺘّﺎﻟﻲ ﻳﺠﺐ ﺍﻟﻨّﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺨﻼﻓﺎﺕ ﻭﻣﻘﺎﺭﻧﺘﻬﺎ ﺑﻬﺪﻑ ﺍﻹﺻﻄﻔﺎﻑ ﺳﻮﺍﺀ ﻛﺎﻥ ﻣﺮﺣﻠﻴﺎ ﺃﻡ ﻻ، ﻓﻨﺠﺪ ﺍﻟﺨﻼﻓﺎﺕ ﺗﻨﻘﺴﻢ ﺇﻟﻰ :
ﺧﻼﻓﺎﺕ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﺃﻫﻢ ﻣﻦ ﺃﻫﺪﺍﻑ ﺍﻹﺻﻄﻔﺎﻑ ﻭﺗﺘﻌﺎﺭﺽ ﻣﻌﻪ . ‏( ﻣﺜﻞ : ﺍﻟﺨﻼﻑ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻣﻊ ﻣﻄﻠﺐ ﺣﺎﻛﻤﻴﺔ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ‏)
ﺧﻼﻓﺎﺕ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻫﺪﻑ ﺍﻹﺻﻄﻔﺎﻑ ﺃﻫﻢ ﻣﻨﻬﺎ ﻭﻻ ﺗﺘﻌﺎﺭﺽ ﻣﻌﻪ . ‏( ﻣﺜﻞ : ﺧﻼﻑ ﺍﻷﺷﻌﺮﻱ ﻣﻊ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻣﻊ ﻣﻄﻠﺐ ﺍﺳﻘﺎﻁ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺃﻭ ﺣﺎﻛﻤﻴﺔ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ‏)
ﻓﻜﻞّ ﻃﺮﻑ ﻛﺎﻧﺖ ﺧﻼﻓﺎﺗﻚ ﻣﻌﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﺍﻷﻭﻝ ﺍﻹﺻﻄﻔﺎﻑ ﻣﻌﻪ ﺿﺮﺏ ﻣﻦ ﻫﺪﺭ ﺍﻟﺠﻬﻮﺩ .
ﺃﻣﺎ ﻣﻦ ﻛﺎﻧﺖ ﺧﻼﻓﺎﺗﻚ ﻣﻌﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻨّﻮﻉ ﺍﻟﺜّﺎﻧﻲ ﻓﻬﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﻌﻨﻲ ﺑﺎﻹﺻﻄﻔﺎﻑ، ﻭﻟﻴﺲ ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺏ ﺍﻟﻐﺎﺀ ﻛﻞ ﻃﺮﻑ ﻟﺮﺃﻳﻪ ﻭﻻﺫﻭﺑﺎﻥ ﻃﺮﻑ ﻓﻲ ﺃﺧﺮ ‏( ﺍﻷﺻﻞ ﺫﻭﺑﺎﻥ ﺍﻟﻜﻞ ﺣﺴﺐ ﻣﺎﻳﻘﺘﻀﻴﻪ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﻠﻪ ‏) ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺏ ﻫﻮ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻛﻞّ ﻃﺮﻑ ﻷﻫﻤﻴﺔ ﻣﺎﻳﺴﻌﻮﻥ ﺇﻟﻴﻪ، ﻭﺃﻧﻪ ﺃﻫﻢ ﻣﻦ ﺧﻼﻓﻬﻢ، ﺑﺤﻴﺚ ﻳَﺴْﻤَﺢُ ﻟﻬﻢ ﺗﺮﺗﻴﺐ ﺍﻷﻭﻟﻮﻳﺎﺕ ﺑﺘﺠﺎﻭﺯ ﺍﻟﺨﻼﻓﺎﺕ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﺔ ﻭﺍﻟﺘّﻌﺎﻳﺶ ﻣﻌﻬﺎ ﻭﺍﻟﺘﺨﻔﻴﻒ ﻣﻨﻬﺎ ﻭﺿﺒﻄﻬﺎ ﺣﺴﺐ ﻣﺎﺗﻘﺘﻀﻴﻪ ﺍﻷﻭﻟﻮﻳﺎﺕ ﺩﻭﻥ ﺗﺠﺎﻭﺯﻫﺎ ﺑﺤﻴﺚ ﻳﺒﻘﻰ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ ﻣﺘﺎﺣًﺎ ﺟﺰﺋﻴﺎ ﻟﻠﺤﺮﺍﻙ ﺍﻟﻔﻜﺮﻱ ﻭﺇﻇﻬﺎﺭ ﺍﻟﺤﻖّ ﺩﻭﻥ ﻣﺠﺎﻭﺯﺓ ﺍﻷﻣﺮ ﻟﻠﺤﺪّ ﻭﺍﻷﻭﻟﻮﻳﺎﺕ .
ﻣﻼﺣﻈﺔ : ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺻﻄﻔﺎﻑ ﺍﻟﺴُّﻨِّﻲ ﻫﻮ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺧﻼﻑ ﺍﻷﺻﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﺃﻧﻨﺎ ﺃﻣﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻛﺎﻟﺠﺴﺪ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﻟﺬﺍ ﻓﻴﻪ ﺃﺣﻜﺎﻡ ﺍﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺔ .
ﻣﻮﻗﻒ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺘّﺘَﺎﺭ ﻭﺍﺻﻄﻔﺎﻓﻪ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﻤﺎﻟﻴﻚ :
ﺣﺪﺙ ﺃﻥ ﻏﺰﺍ ﺍﻟﺘﺘﺎﺭ ﺑﻼﺩ ﺍﻟﺸﺎﻡ ﻋﺪّﺓ ﻏﺰﻭﺍﺕ ﻭﻗﺪ ﺃﻇﻬﺮﻭﺍ ﺍﻹﺳﻼﻡ، ﻓﺤﺪﺙ ﺃﻥ ﺍﻧﻬﺰﻡ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺸﺎﻡ ﺃﻣﺎﻣﻬﻢ، ﻭﺑﻌﺪﻫﺎ ﻗﺎﻡ ﺷﻴﺦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻣﺤﺮّﺿًﺎ ﻋﻠﻰ ﻗِﺘﺎﻟﻬﻢ ﻭﻣُﺜَﺒِّﺘﺎ ﻟﻠﻨَّﺎﺱ ﻭﺍﻷﻣﺮﺍﺀ، ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻘﻮﻝ : " ﺇﺫﺍ ﺭﺃﻳﺘﻤﻮﻧﻲ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺠﺎﻧﺐ ﻭﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻲ ﻣﺼﺤﻒ ﻓﺎﻗﺘﻠﻮﻧﻲ، ﻓﺘﺸﺠﻊ ﺍﻟﻨّﺎﺱ ﻓﻲ ﻗﺘﺎﻝ ﺍﻟﺘّﺘَﺮ ﻭﻗﻮﻳﺖ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ﻭﻧﻴّﺎﺗﻬﻢ، ﻭﻟﻠﻪ ﺍﻟﺤﻤﺪ " ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻣﻌﺮﻛﺔ ﺷﻘﺤﺐ ﺍﻟﻤﺸﻬﻮﺩﺓ، ﻭﻟﻢ ﺗﺸﻐﻠﻪ ﺍﻟﻤﻌﺮﻛﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﺪّﻋﻮﺓ ﺇﻟﻰ ﺗﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺗﺼﻔﻴﺔ ﻋﻘﺎﺋﺪ ﺍﻟﻨّﺎﺱ ﺇﺫ ﺃﻥّ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﺃﻫﻢّ ﻣﺎﻳﺴﺘﻮﺟﺐ ﺍﻟﻨّﺼﺮ، ﻭﺃﻫﻢّ ﻣﺎﻳُﻘﺎﺗﻞ ﻋﻠﻴﻪ، ﺑﻞ ﻭﺑﻴّﻦَ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻥّ ﺳَﺒَﺐَ ﺍﻟﻬﺰِﻳﻤﺔ ﺑﺎﻟﻤﻌﺮﻛﺔ ﺍﻟﺴّﺎﺑِﻘﺔ ﻭﻋﺪﻡ ﻣﺸﺎﺭﻛﺔ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻤَﻌْﺮﻓﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﻫﻮ ﺑِﺴَﺒَﺐِ ﺗﻠﺒُّﺲ ﺍﻟﻨّﺎﺱ ﺑﻤﺎ ﻻﻳﺴﺘﻮﺟﺐ ﺇﻟّﺎ ﺍﻟﻬﺰﻳﻤﺔ، ﻓﺠﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺮّﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻜﺮﻱ : ‏( ﺇﻥّ ﺍﻟﻌﺪﻭ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ ﻋﻦ ﺷﺮﻳﻌﺔ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻟﻤﺎ ﻗﺪﻡ ﺩﻣﺸﻖ ﺧﺮﺟﻮﺍ ﻳﺴﺘﻐﻴﺜﻮﻥ ﺑﺎﻟﻤﻮﺗﻰ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻘﺒﻮﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺮﺟﻮﻥ ﻋﻨﺪﻫﺎ ﻛﺸﻒ ﺿﺮﻫﻢ ﻭﻗﺎﻝ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺸﻌﺮﺍﺀ :
ﻳﺎ ﺧﺎﺋﻔﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺘﺮ ﻟﻮﺫﻭﺍ ﺑﻘﺒﺮ ﺃﺑﻲ ﻋﻤﺮ .
ﺃﻭ ﻗﺎﻝ :
ﻋﻮﺫﻭﺍ ﺑﻘﺒﺮ ﺃﺑﻲ ﻋﻤﺮ ﻳﻨﺠﻴﻜﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﺮﺭ .
ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻬﻢ : ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﺴﺘﻐﻴﺜﻮﻥ ﺑﻬﻢ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻣﻌﻜﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺘﺎﻝ ﻻﻧﻬﺰﻣﻮﺍ ﻛﻤﺎ ﺍﻧﻬﺰﻡ ﻣﻦ ﺍﻧﻬﺰﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻳﻮﻡ ﺃﺣﺪ ﻓﺈﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﻗﻀﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮ ﻳﻨﻜﺴﺮ ﻷﺳﺒﺎﺏ ﺍﻗﺘﻀﺖ ﺫﻟﻚ ﻭﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻭﻟﻬﺬﺍ ﻛﺎﻥ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﺑﺎﻟﺪﻳﻦ ﻭﺍﻟﻤﻜﺎﺷﻔﺔ ﻟﻢ ﻳﻘﺎﺗﻠﻮﺍ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺮﺓ ﻟﻌﺪﻡ ﺍﻟﻘﺘﺎﻝ ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻪ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ ﻭﻟﻤﺎ ﻳﺤﺼﻞ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮ ﻭﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﻭﺍﻧﺘﻔﺎﺀ ﺍﻟﻨﺼﺮﺓ ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺑﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺘﺎﻝ ﻓﻼ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻴﻪ ﺛﻮﺍﺏ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﻻ ﺛﻮﺍﺏ ﺍﻵﺧﺮﺓ ﻟﻤﻦ ﻋﺮﻑ ﻫﺬﺍ ﻭﻫﺬﺍ ﻭﺇﻥ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﺋﻠﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﻋﺘﻘﺪﻭﺍ ﻫﺬﺍ ﻗﺘﺎﻻ ﺷﺮﻋﻴﺎ ﺃﺟﺮﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﻧﻴﺎﺗﻬﻢ ‏) ﺍﻟﺮّﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻜﺮﻱ ‏( 733-2732 ‏)
ﻭﺟﺎﺀ ﻓﻲ ﻣﺠﻤﻮﻉ ﺍﻟﻔﺘﺎﻭﻯ ‏( 28/431 432- ‏) : ‏( ﻭﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﻣﺜﻞ ﺣﺎﻝ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻟﻤّﺎ ﺍﻧﻜﺴﺮﻭﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ . ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻫﺰﻳﻤﺔ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﺑﺬﻧﻮﺏ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﻭﺧﻄﺎﻳﺎ ﻭﺍﺿﺤﺔ ﻣﻦ : ﻓﺴﺎﺩ ﺍﻟﻨﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﻔﺨﺮ ﻭﺍﻟﺨﻴﻼﺀ ﻭﺍﻟﻈﻠﻢ ﻭﺍﻟﻔﻮﺍﺣﺶ ﻭﺍﻹﻋﺮﺍﺽ ﻋﻦ ﺣﻜﻢ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﻋﻦ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ ﻓﺮﺍﺋﺾ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺍﻟﺒﻐﻲ ﻋﻠﻰ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺑﺄﺭﺽ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﻭﺍﻟﺮﻭﻡ ﻭﻛﺎﻥ ﻋﺪﻭﻫﻢ ﻓﻲ ﺃﻭﻝ ﺍﻷﻣﺮ ﺭﺍﺿﻴﺎ ﻣﻨﻬﻢ ﺑﺎﻟﻤﻮﺍﺩﻋﺔ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﻟﻤﺔ ﺷﺎﺭﻋﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﺧﻮﻝ ﻓﻲ ﺍﻹﺳﻼﻡ .
ﻭﻛﺎﻥ ﻣﺒﺘﺪﺋﺎ ﻓﻲ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﻭﺍﻷﻣﺎﻥ ﻭﻛﺎﻧﻮﺍ ﻫﻢ ﻗﺪ ﺃﻋﺮﺿﻮﺍ ﻋﻦ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺃﺣﻜﺎﻡ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ . ﻓﻜﺎﻥ ﻣﻦ ﺣﻜﻤﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺭﺣﻤﺘﻪ ﺑﺎﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﺃﻥ ﺍﺑﺘﻼﻫﻢ ﺑﻤﺎ ﺍﺑﺘﻼﻫﻢ ﺑﻪ ﻟﻴﻤﺤﺺ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨﻮﺍ ﻭﻳﻨﻴﺒﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﺭﺑﻬﻢ ﻭﻟﻴﻈﻬﺮ ﻣﻦ ﻋﺪﻭﻫﻢ ﻣﺎ ﻇﻬﺮ ﻣﻨﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻐﻲ ﻭﺍﻟﻤﻜﺮ ﻭﺍﻟﻨﻜﺚ ﻭﺍﻟﺨﺮﻭﺝ ﻋﻦ ﺷﺮﺍﺋﻊ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻓﻴﻘﻮﻡ ﺑﻬﻢ ﻣﺎ ﻳﺴﺘﻮﺟﺒﻮﻥ ﺑﻪ ﺍﻟﻨﺼﺮ ﻭﺑﻌﺪﻭﻫﻢ ﻣﺎ ﻳﺴﺘﻮﺟﺐ ﺑﻪ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻡ . ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﻧﻔﻮﺱ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﻣﻘﺎﺗﻠﺔ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻭﺭﻋﻴﺘﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﻣﺎ ﻟﻮ ﻳﻘﺘﺮﻥ ﺑﻪ ﻇﻔﺮ ﺑﻌﺪﻭﻫﻢ - ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﺍﻟﻤﺬﻛﻮﺭﺓ - ﻷﻭﺟﺐ ﻟﻬﻢ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﻓﺴﺎﺩ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻣﺎ ﻻ ﻳﻮﺻﻒ ‏)
ﺃﻃﺮﺍﻑ ﺍﻟﻨﺰﺍﻉ :
ﺍﻟﻌﺪﻭ ﺍﻟﺘﺘﺮﻱ ﺑﻘﻴﺎﺩﺓ ﻏﺎﺯﺍﻥ : ﺟﻬﺔ ﺗﺪﻋﻲ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﺗﺤﻜّﻢ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻓﻲ ﺭﻋﺎﻳﺎﻫﺎ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﺘﺘﺎﺭ .
ﺻﻒ ﺍﻹﺳﻼﻡ :
ﺍﻟﻤﻤﺎﻟﻴﻚ : ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ ﺍﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺼﻮﻓﻲ ﺍﻷﺷﻌﺮﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺎﻟﺐ .
ﺷﻴﺦ ﺍﻹﺳﻼﻡ : ﻣﻤﺜﻼ ﻷﻫﻞ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ .
ﻭﻛﺎﻥ ﺩﻭﺭ ﺷﻴﺦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻣﺘﻤﺜﻼ ﻓﻲ : ﺍﻟﺘّﺤﺮﻳﺾ، ﻭﺍﻟﺘّﺜﺒﻴﺖ، ﻭﺍﻟﺘّﻌﺒﺌﺔ ﻭﺗﺸﻜﻴﻞ ﺍﺻﻄﻔﺎﻑ ﺳُﻨّﻲ، ﻟﻜﻦ ﻣﻊ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﻐﺎﺀ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﺎﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﻭﺍﻟﻨّﻬﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﻤُﻨﻜﺮ، ﻭﺗﺒﻴﻴﻦ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﺍﻟﻘﺎﺋﻢْ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﺟﺐ ﻟﻠﻬﺰﻳﻤﺔ، ﻓﻘﺪ ﺑﻴّﻦ ﺃﻥّ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻌﺎﺭﻓﻴﻦ ﺃﻋﺮﺽ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻌﺮﻛﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻟِﻤَﺎ ﺍﻋﺘﺮﻯ ﺍﻟﺨﺎﺋﻀﻴﻦ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺃﻣﻮﺭ ﻻ ﺗﺴﺘﻮﺟﺐ ﺍﻟﻨَّﺼْﺮ ﺑﺤﺎﻝ، ﻭﺑﻴّﻦ ﺃﻥّ ﺍﻹﻧﻬﺰﺍﻡ ﻛﺎﻥ ﺍﺑﺘﻼﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻴُﺼﻠِﺢ ﺃﻫﻞ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻬﻢ، ﻭﺃﻟّﺎ ﻳﺒﻘﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﺔ ﻟﻮ ﺃﻗﺪﻣﻮﺍ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻟَﻈَﻔَﺮ ﺑِﻬِﻢ ﻓﻴﻬﺎ ﻋَﺪُﻭﻫﻢ .
ﺃﻫﻢ ﺍﻟﻔﻮﺍﺭﻕ ﺑﻴﻦ ﺯﻣﺎﻧﻨﺎ ﻭﺯﻣﻦ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ :
ﻗﻴﺎﻡ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻹﺳﻼﻡ : ﻓﻔﻲ ﺯﻣﻦ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺳﻠﻄﺎﻥ ﻗﺎﺋﻢ ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺑﺨﻼﻑ ﺯﻣﺎﻧﻨﺎ .
ﺭﺅﻳﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻟﻒ : ‏( ﺍﻟﻤﺨﺎﻟﻒ ﻳﺘﺒﻨﻰ ﺭﺅﻯ ﻻ ﻣﺴﺎﺱ ﻟﻬﺎ ﺑﻬﺪﻑ ﺍﻟﻘﺘﺎﻝ ﺑﺨﻼﻑ ﻭﻗﺘﻨﺎ ﻓﺎﻟﻤﺨﺎﻟﻒ ﻗﺪ ﻳﺘﺒﻨﻰ ﺃﺭﺍﺀ ﺗﻤﺲ ﺑﻬﺪﻑ ﺍﻟﻘﺘﺎﻝ ‏)
ﻓﻲ ﺯﻣﻦ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﺍﺻﻄﻒ ﺭﺣﻤﻪ ﻣﻊ ﻣﺨﺎﻟﻔﻴﻦ ﻳﺮﻭﻣﻮﻥ ﺗﺤﻜﻴﻢ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻭﺩﻓﻊ ﻋﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﺼﺎﺋﻞ، ﻭﻻ ﻳﻔﻜﺮﻭﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺘّﻌﺎﻳﺶ ﻣﻊ ﺍﻟﺘﺘﺎﺭ، ﺃﻭ ﻓﻲ ﺣﻠﻮﻝ ﻭﺳﻂ ﻣﻌﻬﻢ، ﻭﻛﺎﻥ ﺧﻼﻓﻪ ﻣﻌﻬﻢ ﻓﻲ ﺃﻣﻮﺭ ﻻﺗﻤﺲ ﺃﻫﺪﺍﻑ ﺍﻟﻤﻌﺮﻛﺔ ﺍﻟﻘﺎﺋﻤﺔ .
ﺍﺣﺘﺴﺎﺑﻪ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺇﻗﺎﻣﺔ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ :
ﻣﻦ ﺃﻫﻢ ﺍﻟﻔﻮﺍﺭﻕ ﺑﻴﻦ ﻣﻮﻗﻒ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﻗﺘﺎﻟﻪ ﻣﻊ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺒﺪﻉ ﻭﻣﻮﻗﻒ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﺍﻟﻴﻮﻡ : ﺃﻥّ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﻘﻴﻢ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ، ﻭﻳﺄﻣﺮ ﺑﺎﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﻭﻳﻨﻬﻰ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻨﻜﺮ، ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﻣُﺒَﻴّﻦٌ ﺳﺎﺑﻘﺎ، ﻭﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﻤﻨﻌﻪ ﻣﻦ ﺍﺻﻄﻒ ﻣﻌﻬﻢ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ، ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻓﻴﻬﻢ ﺑﻌﺾ ﺣﺴﺎﺩﻩ ﺇﻟّﺎ ﺃﻥّ ﺫﻟﻚ ﻟﻢ ﻳﺠﻌﻠﻪ ﻳَﻨْﻜُﻞُ ﻋﻦ ﺍﻹﺣﺘﺴﺎﺏ .
‏( ﻭﺇﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺤﻨﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﺰﻟﺖ ﺑﺪﻣﺸﻖ ﺃﻇﻬﺮﺕ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﺑَﻄَﻠَﻬَﺎ ﻭﺭَﺟُﻠَﻬﺎ، ﻻ ﻋﺎﻟِﻤﻬﺎ ﻓﻘﻂ ، ﻭﻟﻌﻞّ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻳﺸﺎﺭﻛﻪ ﻓﻴﻪ ﻏﻴﺮﻩ ﺑِﻘَﺪْﺭٍ ، ﻭﻟﻜﻦّ ﻣﻮﺍﻗﻔﻪ ﻫﺬﻩ ﻟﻢ ﻳﺸﺎﺭﻛﻪ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﺣﺪ، ﻭﻗﺪ ﺗﻤﻜّﻨﺖ ﺃﻗْﺪَﺍﻣﻪ ﺑﻬﺬﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺪّﻭﻟﺔ ﻭﻋﻨﺪ ﺍﻟﻌﺎﻣّﺔ ، ﻭﻣﺎ ﻣﻜّﻨَﻬَﺎ ﺇﻻ ﻫِﻤّﺘﻪ ﻭﺷﺠﺎﻋﺘﻪ ، ﻭﺻﺒﺮﻩ ﻭﺇﻳﻤﺎﻧﻪ ﺑﺎﻟﺤﻖّ ﻭﺍﻟﻔﻀﻴﻠﺔ ﻓﻮﻕ ﻋِﻠﻤﻪ .
ﻭﻟﻘﺪ ﺃﻗﺎﻡ ﺍﻟﻔﻀﻴﻠﺔ ﻭﺍﻷﺧﻼﻕ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺻﺎﺭ ﺭَﺟُﻞ ﺩِﻣﺸﻖ ﻭﺣﺎﻛِﻤَﻬﺎ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤُﺘَﻮَّﺝ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻓﺮّ ﺣُﻜَﺎﻣُﻬَﺎ ﺳَﻨَﺔ 699 ﻫـ ﻭﺃﺻﺒﺢ ﺇﻧﻜﺎﺭ ﺍﻟﻤُﻨْﻜَﺮ ﺣَﻘًّﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻻ ﺑﺎﻟﻘﻮﻝ ﻭﺍﻟﻘﻠﺐ ، ﺇﺫ ﺻﺎﺭ ﻣﺒﺴﻮﻁ ﺍﻟﻴﺪ ﻭﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﻓﻴﻬﺎ، ﻓﻘﺪ ﺭﺃﻯ ﺍﻟﺤﺎﻧﺎﺕ ﻭﺍﻟﺨﻤﻮﺭ ﻓﺄﺧﺬ ﻫﻮ ﻭﺻﺤﺒﻪ، ﻭﻗﺪ ﺻﺎﺭﻭﺍ ﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﺴّﺎﻋﺔ ، ﻓﺤﻄﻤﻮﺍ ﺃﻭﺍﻧﻲ ﺍﻟﺨﻤﺮ ، ﻭﺷَﻘّﻮﺍ ﻗِﺮَﺑَﻬﺎ، ﻭﺃﺭﺍﻗﻮﺍ ﺍﻟﺨﻤﻮﺭ، ﻭﻋﺰّﺭُﻭﺍ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﺤﺎﻧﺎﺕ ﺍﻟﻤٌﺘَّﺨْﺬِﺓ ﻟﻠﻔﻮﺍﺣﺶ ، ﻓَﻠَﻘِﻲَ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﻣّﺔ ﺗِﺮْﺣّﺎﺑًﺎ ، ﺇﺫ ﺭﺃﻭﺍ ﺣُﻜْﻢَ ﺍﻟﻠﻪ ﻳُﻨَﻔَﺬّ، ﻭﻋﻬﺪ ﺍﻟﺮَّﺳُﻮﻝ ﻳﻌﻮﺩ .
.....
ﻭﻟﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﻳﻘﻴﻢ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ، ﻓﺜﺎﺭ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﺣُﺴَّﺎﺩﻩ ﻭﺷﻜﻮﺍ ﻣﻨﻪ ﺃﻧّﻪ ﻳﻘﻴﻢ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ ﻭﻳُﻌَﺰِّﺭ ﻭﻳَﺤُﻠِﻖُ ﺭﺅﻭﺱ ﺍﻟﺼِّﺒﻴﺎﻥ، ﻭﺗﻜﻠّﻢ ﻫﻮ ﺃﻳﻀًﺎ ﻓِﻴﻤّﻦ ﻳﺸﻜﻮ ﻣﻨﻪ ﺫﻟﻚ، ﻭﺑﻴَّﻦ ﺧﻄﺄﻫﻢ، ﺛُﻢَّ ﺳَﻜَﻨَﺖْ ﺍﻷُﻣُﻮﺭ ‏) .
- ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻋﺼﺮﻩ . ﺁﺭﺍﺅﻩ ﺍﻟﻔﻘﻬﻴﺔ - ﻟﻤﺤﻤﺪ ﺃﺑﻮ ﺯﻫﺮﺓ ﺹ .42-41
ﺍﻟﺘّﺼﻮﻳﺮ ﺍﻟﺼّﺤِﻴﺢ ﻟِﻤَﻮَﺍﻗِﻒ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﻣِﻦَ ﺍﻟﻘِﺘَﺎﻝ ﻣﻊ ﺍﻟﻤُﺒﺘﺪﻋﺔ :
ﻟﻤﺎ ﻗﺎﻡ ﺳﻮﻕ ﺍﻟﺠﻬﺎﺩ ﺍﻟﺘﺤﻖ ﺷﻴﺦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺑﺎﻟﺸﻮﻛﺔ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﺔ ﺍﻟﻘﺎﺋﻤﺔ، ﺑﻐﺾّ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ ﻛﻮﻧﻬﺎ ﺳُﻨِّﻴَﺔً ﺃﻭ ﺑِﺪْﻋِﻴﺔ، ﻣﻊ ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﺇﺻﻼﺡ ﻣﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻪ ﺃﺛﺮ ﻋﻠﻰ ﺳﻮﻕ ﺍﻟﺠﻬﺎﺩ ﺧﺼﻮﺻﺎ .
ﻓﻜﺎﻥ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺆﺗﻢ ﺑﻪ ﺍﻟﻤﺘﻤﺜِّﻞِ ﺑﻪِ ﺃﻥْ ﻳﻠﺘﺤﻖ ﺑﺸﻮﻛﺔ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺠﻬﺎﺩ ﺍﻟﻘﺎﺋﻤﺔ، ﺑﻐﺾّ ﺍﻟﻨّﻈﺮ ﻋﻦ ﻣُﻮَﺍﻓَﻘَﺘِﻪ ﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺴﺎﺋﻞ ﺃﺧﺮﻯ، ﻟﻜﻦّ ﺍﻟﻤُﻠَﺎﺣَﻆَ ﺃﻥّ ﺍﻟﻌَﻜْﺲَ ﻳَﺤْﺪُﺙ، ﻓﻬﻢ ﻳَﻐْﻔَﻠُﻮﻥَ ﺃﻭ ﻳﺘﻐﺎﻓﻠﻮﻥ ﻋﻦ ﻛﻮﻥ ﺃﻥَّ ﺷﻴﺦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻧَﺎﺻَﺮ ﺍﻟﺸﻮﻛﺔ ﺍﻟﻘﺎﺋﻤﺔ، ﻭﻳﺮﻛِّﺰﻭﻥ ﺑﺪﻝ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﺗﻮﺻﻴﻔﻬﺎ ﺑﺎﻟﺒِﺪﻋﺔ، ﻓﻤﺎﺩﺍﻡ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﻧﺎﺻﺮ ﺍﻟﻤﺒﺘﺪﻋﺔ ﻭﺃﻗَﺮَّ ﻗِﻴَﺎﺩَﺗَﻬُﻢ، ﻓَﻠِﻤَﺎ ﻻ ﻧﻔﻌﻞ ﻣﺜﻠﻪ؟ . ﻭﺍﻟﺮَّﺩُ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺃﻥّ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﻓﻌﻞ ﺫﻟﻚ ﻷﺣﺪ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ :
ﺃﻥّ ﺍﻟﺸﻮﻛﺔ ﺍﻟﻘﺘﺎﻟﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴُّﻠﻄﺎﻥ ﻟﻬﻢ ﻭﻟﻴﺲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻭﻗﺖ ﻣﻨﺎﺯﻋﺔ ﻟﻬﻢ .
ﺃﻧّﻪُ ﻓﻌﻞ ﺫﻟﻚ ﺭﻏﺒﺔً ﻓﻲ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻤُﺒْﺘَﺪِﻉ ﻟﻪ .
ﺃﻧَّﻪ ﻓَﻌَﻞ ﺫﻟﻚ ﺗﺄﻟﻴﻔﺎ ﻟﻠﻤُﺒْﺘﺪﻉ .
ﺃﻣَّﺎ ﺭﻏﺒﺘﻪ ﻓِﻲ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻤُﺒﺘﺪﻉ ﻟﻪ، ﻓﻤﻦ ﻋﺮﻑ ﺳﻴﺮﺓ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﺃﺩﺭﻙ ﺃﻥّ ﻫﺬﺍ ﻻ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻟﻪ، ﻛﻴﻒ ﻭﻫﻮ ﻣﻦ ﺃﻣﻀﻰ ﺳِﻨِﻴﻦ ﻋﻤﺮﻩ ﻣﻘﺎﺭﻋﺎ ﻷﻫﻞ ﺍﻟﺒﺪﻉ ﺃﻣﺮﺍﺀً ﻭﻋﻠﻤﺎﺀً، ﻓﻜﻴﻒ ﻳﻘﺮّﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﻗﻴﺎﺩﺗﻬﻢ ﻭﻳﺮﺿﺎﻫﺎ ﻣﺒﺪﺋﻴﺎ .
ﺃﻣّﺎ ﺃﻧَّﻪ ﻓﻌﻞ ﺫﻟﻚ ﺗﺄﻟﻴﻔﺎ ﻓﺎﻟﺘﺄﻟﻴﻒ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﺎﻣﻼﺕ ﻻ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺼﻮﺭﺍﺕ ﻭﻻ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻜﻮﺕ ﻋﻨﻬﺎ، ﻭﻻ ﻓﻲ ﺇﻗﺮﺍﺭ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﻓﺎﺳﺪﺓ، ﻭﺃﻱ ﺗﺄﻟﻴﻒ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻤﺤﺮﺽ ﻟﻬﻢ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﺟﺒﻨﻮﺍ، ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻤﻨﻜﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻣﺮﺍﺀ ﺑﺪﻋﻬﻢ .
ﻭﺍﻟﺘﺄﻟﻴﻒ ﻳﻜﻮﻥ ﻭﻓﻖ ﺍﻟﻤﺘﺎﺡ ﺷﺮﻋﺎ ﻭﻻ ﻳﺴﺘﻮﺟﺐ ﺗﺴﻠﻴﻢ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩ، ﻭﻻ ﺍﻹﺿْﺮَﺍﺭَ ﺑﺄﻫﺪﺍﻑ ﺍﻟﺠﻬﺎﺩ، ﻭﻻ ﺑﺘﻌﻄﻴﻞ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﺎﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﻭﺍﻟﻨﻬﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻨﻜﺮ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ﻭﺍﻟﺴُّﻜﻮﺕ ﻋﻦ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ .
ﻓﻠﻢ ﻳﺒﻘﻰ ﺇﻟّﺎ ﺃﻧّﻪ ﺍﺻﻄﻒ ﺗﺤﺘﻬﻢ ﻟﻜﻮﻧﻬﻢ ﺍﻟﺸﻮﻛﺔ ﺍﻟﻘﺎﺋﻤﺔ، ﻭﺃﻥّ ﺧﻼﻓﻪ ﻣﻌﻬﻢ ﻻ ﻳﻀﺮ ﺑﻬﺪﻑ ﺍﻟﻘﺘﺎﻝ، ﻭﺃﻥّ ﻫﺪﻑ ﺍﻟﻘﺘﺎﻝ ﺃﻭﻟﻰ ﻣﻦ ﺧﻼﻓﻪ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ، ﺇﺫ ﻓﻴﻪ ﺣﻔﻆ ﺑﻴﻀﺔ ﺃﻫﻞ ﺍﻹﺳﻼﻡ .
ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻹﺻﻄﻔﺎﻑ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺗﺤﺖ ﺷﻮﻛﺔ ﺍﻟﺠﻬﺎﺩ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﻓﻲ ﺭﺑﻮﻉ ﺃﻫﻞ ﺍﻹﺳﻼﻡ، ﻭﻣﻦ ﺗﺄﺧﺮ ﻋﻨﻬﺎ ﺑﺪﻋﻮﻯ ﺭﺃﻱ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﺮﻳﺪ ﺍﺳﺘﻌﺪﺍﺀ ﻣﻠﻞ ﺍﻟﻜﻔﺮ ، ﻓﻘﺪ ﻛﺬﺏ ﻓﻲ ﺩﻋﻮﻯ ﺍﻹﺻﻄﻔﺎﻑ .
ﺍﻹﺻﻄﻔﺎﻑ ﺍﻟﺴﻨﻲ ﻻ ﻳﻌﺮﻑ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ ﻭﻻﺗﺤﺪّﻩ ﺭﻗﻌﺔ ﺟﻐﺮﺍﻓﻴﺔ :
ﺷﻴﺦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﻗﺎﺗﻞ ﺑﻤﺼﺮ ﻭﻗﺎﺗﻞ ﺑﺎﻟﺸﺎﻡ ﺑﻤﻔﻬﻮﻣﻬﺎ ﺍﻟﻮﺍﺳﻊ ﻭﻟﻴﺲ ﺳﻮﺭﻳﺔ ﻓﻘﻂ ﻭﻟﻢ ﻳٌﺘَّﻬَﻢ ﻳﻮﻣًﺎ ﺃﻧّﻪ ﻣﻬﺎﺟﺮ ﺩﺧﻴﻞ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﺟﻬﺔ ﻣﺎ .
ﻭﻟﻸﺳﻒ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻨّﺎﺱ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻳﺮﻳﺪ ﺍﺻﻄﻔﺎﻓﺎ ﺳُﻨِّﻴًﺎ ﻣﻘﻴَﺪًﺍ ﺑﺤﺪﻭﺩ ﻳﺴﺘﻨﻜﺮﻫﺎ ﺍﻟﺸّﺮﻉ ﻭﺍﻟﻌﻘﻞ، ﻗﻴُﻘَﻴِّﺪُﻭﻥ ﺍﻹﺻﻄﻔﺎﻑ ﺍﻟﺴُّﻨِّﻲ ﺑﻜﻮﻧﻪ ﺷﺎﻣﻴًﺎ ﺃﻭ ﻣَﺼْﺮِﻳًﺎ ﺃﻭ ...
ﻭﻻ ﺃﺩﺭﻱ ﻣﺎﻳﻔﻌﻠﻮﻥ ﻣﻊ ﻧﺼﻮﺹ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ﺑﻮﺟﻮﺏ ﺩﻓﻊ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺒﻠﺪ ﻋﻨﻬﺎ ﻓﺈﻥ ﻋﺠﺰﻭﺍ ﺍﻧﺘﻘﻞ ﻭﺟﻮﺏ ﺍﻟﺪﻓﻊ ﺇﻟﻰ ﻏﻴﺮﻫﻢ؟ !
ﻭﻻ ﺃﺩﺭﻱ ﻛﻴﻒ ﻳﺮﻣﻮﻥ ﻣﻬﺎﺟﺮﺍ ﺑﺎﻟﺘّﺪﺧﻞ ﻓﻴﻤﺎ ﻻﻳﻌﻨﻴﻪ، ﻭﺃﻧّﻪ ﻣﻔﺴﺪ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﺴﺘﺠﺪﻭﻥ ﻧﺼﺮﺓ ﺃﻧﻈﻤﺔ ﺧﺎﺭﺟﻴﺔ ﺗﺴﺘﻐﻠﻬﻢ ﻭﺗﻀﻐﻂ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﻓﺘﺎﺕ ﺗﻌﻄﻴﻬﻢ ﺇﻳﺎﻩ؟ !
ﻓﻬﻞ ﻣﻦ ﻳﻌﺠﺰﻭﻥ ﻋﻦ ﺻﺪّ ﺍﻓﺴﺎﺩ ﻣﻬﺎﺟﺮ ﻛﻤﺎ ﺯﻋﻤﻮﺍ ﻳﻘﺪﺭﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺻﺪّ ﻓﺴﺎﺩ ﺃﻧﻈﻤﺔ ﻳﺴﺘﺠﺪﻭﻧﻬﺎ ﻣﻊ ﺍﻋﺘﺮﺍﻓﻬﻢ ﺑﻮﺟﻮﺩ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﻓﻴﻬﺎ؟ !
ﺧﻴﺮﻳﺔ ﺍﻟﺸﺎﻡ ﻣﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺄﺭﺽ ﺍﻟﺸﺎﻡ ﻻ ﺑﺄﻫﻠﻬﺎ ﺃﻣﺎ ﺧﻴﺮﻳﺔ ﺳﺎﻛﻨﻴﻬﺎ ﻓﻤﻘﻴﺪﺓ ﺑﺎﻟﺰﻣﺎﻥ ﻭﺍﻟﻮﺻﻒ ﺣﺴﺐ ﻣﺎﺗﻔﻴﺪﻩ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﻓﺪﻋﻮﻯ ﺗﻔﻀﻴﻞ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺸﺎﻡ ﺑﺈﻃﻼﻕ ﻭﺗﺒﻌﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻟﻬﻢ ﻻ ﺃﺻﻞ ﻟﻬﺎ ﺷﺮﻋﺎ، ﻭﻳﺠﺘﺒﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﻳﺸﺎﺀ ﻣﻦ ﻋﺒﺎﺩﻩ .
ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻫﻨﺎﻙ ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ ﻣﻮﺿﻮﻋﺔ ﺗﺮﻭﺝ ﺑﺨﺼﻮﺹ ﻣﺼﺮ ﻭﺃﻧﻬﺎ ﺃﺭﺽ ﺍﻟﻜﻨﺎﻧﺔ ﻭﺧﻴﺮ ﺍﻟﺠﻴﻮﺵ ﻻﻳﺠﻮﺯ ﺇﻳﺮﺍﺩﻫﺎ ﺗﺮﻭﻳﺠﺎ .
ﻫﺬﺍ ﻣﺎﺗﻴﺴّﺮ ﺭﻗﻤﻪ ﺣﻮﻝ ﺍﻹﺻﻄﻔﺎﻑ ﺍﻟﺴﻨﻲ ﻭﻗﺘﺎﻝ ﺷﻴﺦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺿﺪ ﺍﻟﺘﺘﺎﺭ، ﻓﺈﻥ ﺃﺻﺒﺖ ﻓﺒﺘﻮﻓﻴﻖ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﺇﻥ ﺃﺧﻄﺄﺕ ﻓﻤﻦ ﻧﻔﺴﻲ ﺃﻭﺗﻴﺖ، ﻭﺃﺭﺟﻮ ﺃﻻ ﺃُﺣﺮﻡ ﻧﺼﺤﺎ ﻭﺗﺼﻮﻳﺒﺎ ﻭﺗﻮﻓﻴﻘﺎ ﻻﺗﺒﺎﻉ ﺍﻟﺤﻖ .
ﻭﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ .

ﺯﻣﺎﻥ ﺍﻟﻮﺻﻞ ‏( ﺩ . ﺑﻬﺎﻱ ‏)

Comments

Popular posts from this blog

بين دايتون وغروزني اينفتح الشام / كتبها : على بصرة

غارة #سرمدا: هذه هي معركة إدلب المنتظرة/ على بصيرة

انصروا حلب / الشيخ ابو الاشبال المغربي